هذه ليست صورة ضابط استخبارات فرنسي عمل قيادياً في تنظيم الدولة الإسلامية

  • منشور قبل أكثر من سنة
  • تاريخ النشر 13 مارس 2019 الساعة 14:47
  • اريخ التحديث 25 فبراير 2020 الساعة 17:39
  • المدة اللازمة لقراءة المقال: 3 دقيقة
  • إعداد: خالد صبيح
انتشرت على صفحات مواقع التواصل باللغة العربية صورة يقول ناشروها إنها لضابط استخبارات فرنسي عاد إلى بلده بعدما أنهى مهمته كقيادي في تنظيم الدولة الإسلامية المتشدّد في سوريا، في ما يؤيّد مقولة تتردّد في العالم العربي أن هذا التنظيم هو صنيعة الاستخبارات الغربية. لكن الصورة في الحقيقة تعود لرجل الدين البريطاني عاصم حافظ الذي يعمل مرشداً في الجيش البريطاني.

وحظيت هذه الصورة بمئات المشاركات على الأقلّ على مواقع التواصل باللغة العربية، ووضعها المستخدمون الناقلون لها في سياق كشف "أخطر مؤامرة دولية مدمّرة للأمّة الإسلامية".

وكتبت صفحة "تاريخ سعود" المعارضة للحُكم السعودي والتي يتابعها أكثر من خمسين ألف مستخدم "أغلب متزعمي التنظيمات الارهابية صناعة أميركية غربية إسرائيلية".

وشارك الصورة من هذه الصفحة أكثر من 250 مستخدما حتى تاريخ إعداد هذا التقرير.

وأرفق مستخدم لموقع فيسبوك الصورة بتعليق جاء فيه "عاد العديد من الدواعش إلى مكانتهم في مخابرات العديد من الدول بعد تنفيذ أخطر مؤامرة بخطة دولية مدمرة للأمة الإسلامية وعقيدتها وبلدانها ومقدساتها ومقومات حياتها".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 13 آذار/مارس 2019 لصفحة على موقع فيسبوك

واتهم مستخدم آخر الاستخبارات الفرنسية والإيرانية بتنفيذ  "أخطر مؤامرة بخطة دولية مدمرة لأهل السنة والجماعة وبلدانهم ومقدساتهم ومقومات حياتهم".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 13 آذار/مارس 2019 لصفحة على موقع فيسبوك

ونقل هذه الصورة أيضا مستخدم إيراني باللغة الإنكليزية متهماً الاستخبارات الغربية والإسرائيلية بالوقوف وراء تنظيم الدولة الإسلامية.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 13 آذار/مارس 2019 لصفحة على موقع فيسبوك


 

تعود الصور الأولى انتشارا التي وقع عليها فريق فرانس برس إلى أواخر كانون الثاني/يناير الماضي، لكن انتشارها ازداد في الأيام الماضية في وقت توشك قوات سوريا الديموقراطية وهي تحالف فصائل كردية عربية تدعمها واشنطن على هزيمة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية المحاصرين في جيب صغير في قرية الباغوز في شرق سوريا.

كثيراً ما تتردد في العالم العربي مقولة مفادها أن التنظيم المتشدّد هو من صناعة غربية وإسرائيلية، ويضيف البعض المملكة السعودية فيما يتّهم آخرون إيران.

ففي هذا المقطع يتّهم رجل الدين السنّي السعودي عبد العزيز الفوزان الغرب وإيران بصناعة التنظيم المتشدد:

في المقابل، يتّهم رجل الدين الشيعي العراقي أكرم الكعبي القيادي في الحشد الشعبي العراقي الغرب والسعودية وتركيا بالمساهمة في صناعة التنظيم

 

مستشار في الجيش البريطاني

لم يتمكّن فريق تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربية من العثور أولاً على مصدر الصورة على محرّكات البحث، وذلك لتعديل ظاهر في بريقها، لكن إعادة تعديل البريق بما يجعلها أقرب إلى ما يمكن أن يكون عليه الواقع ثم البحث عنها على محرّكات البحث قاد مباشرة إلى صورة مماثلة منشورة على موقع للجمعيّة الإسلامية للقوات المسّلحة البريطانية.

Image
صورة ملتطقة من الشاشة في 13 آذار/مارس 2019 لعمليّة بحث عن الصورة على محرّك بينغ

وفي أرشيف الصور في الموقع أمكن العثور على الصورة نفسها.

بعد تواصل الفريق في بيروت بمكتب وكالة فرانس برس في لندن، جاء التأكيد بأن الرجل الملتحي الظاهر في الصورة هو الشيخ عاصم حافظ الذي يعمل مستشاراً في الجيش البريطاني، وله صور عدّة منشورة على موقع وزارة الدفاع البريطانية التقطت في مناسبات مختلفة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 13 آذار/مارس 2019 لموقع وزارة الدفاع البريطانية

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا