القصّة المرافقة لهذه الصورة من نسج الخيال والظبية لم تسلّم نفسها للفهود لحماية أبنائها

تنتشر منذ أكثر من خمس سنوات على مواقع التواصل الاجتماعيّ صورة لظبية يحيط بها ثلاثة فهود، مرفقة بقصّة مؤثّرة مفادها أنّ الظبية استسلمت لمفترسيها حتى تتيح فرصة الهرب لصغارها. وادّعى ناشرو الصورة أنّ من التقطها أصيب بالاكتئاب. إلاّ أنّ صاحبة الصورة أكّدت لفرانس برس أنّ هذه القصّة من نسج الخيال.

تظهر في الصورة ظبية محاطة بثلاثة فهودٍ تحاول التهامها من دون أن تبدي أي مقاومة. 

وقد جاء في النصّ المرافق أنّ الفهود هاجمت الظبية وهي تلعب مع صغارها، فآثرت الظبية أن تسلّم نفسها لتتيح فرصة الهروب لأبنائها. وبحسب المنشورات، أدّى التقاط هذا المشهد إلى إصابة المصوّر بالاكتئاب.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 25 آذار/مارس 2021 عن موقع فيسبوك

بدأت الصورة بالانتشار في هذا السياق منذ العام 2015 حاصدة عشرات آلاف المشاركات من صفحات عدّة باللغات العربيّة والإنكليزيّة والإسبانيّة والبرتغاليّة، وعادت للانتشار في الآونة الأخيرة. 

من التقط الصورة؟

أرشد البحث عن الصورة عبر محرّك TinEye إليها منشورة على مدوّنة تحمل اسم أليسون بوتيغييغ وهي مصوّرة مالطيّة متخصّصة بالحياة البريّة تعيش في فنلندا. وقد التقطت الصورة سنة 2013 في كينيا. 

تواصل صحافيّو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس مع  بوتيغييغ سنة 2019 وأكّدت أنّ القصّة المرافقة للصورة لا تمتّ إلى الواقع بصلة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 25 آذار/مارس 2021 عن مدوّنة alison buttigieg

وعلى الرغم من أنّها أوضحت حقيقتها في منشور على صفحتها في فيسبوك عام 2017، ونشرتها مع صورٍ أخرى على مدوّنتها، فهي لا تزال منتشرة حتى اليوم في سياقٍ مضلّل. 

قصّة من نسج الخيال

وقالت المصوّرة المتخصّصة بالحياة البريّة لفرانس برس إنّ الصورة "تظهر تعليم أنثى الفهد أبناءها قتل الفريسة، لكنّ الفهود الصغيرة بدت كأنّها تلاعب الفريسة البائسة بدلاً من قتلها". وأكّدت المصوّرة أنّ قصّة تضحية الفريسة لأجل أبنائها من نسج الخيال.

وعن إصابتها بالاكتئاب قالت "إنّ اختلاق إصابتي بمرضٍ عقليّ لجذب مزيد من التعاطف حول الصورة أمرٌ عديم الإحساس". 

وأعربت بوتيغييغ لفرانس برس عن انزعاجها من انتشار المعلومات المضلّلة أسرع من الحقائق وشعور الناس بالحريّة في سرقة الصور واختلاق قصص كاذبة حولها ومشاركتها على مواقع التواصل لجذب التفاعل.

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا