الصورة التي قيل إنها لألف طفل قضوا في هجوم كيميائي في سوريا ملتقطة في الحقيقة عام 2003 في العراق
- منشور قبل أكثر من سنة
- تاريخ النشر 10 فبراير 2022 الساعة 14:06
- اريخ التحديث 10 فبراير 2022 الساعة 15:04
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 2 دقيقة
- إعداد: خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
يظهر في الصورة ما يبدو أنها جثامين ملفوفة بقماش أبيض وطفل يمشي بينها.
وجاء في التعليقات المرافقة أن الصورة تُظهر جثامين "ألف طفل قتلوا في ليلة واحدة في دمشق بسلاح محرّم دولياً".
وانتقد المنشور ما اعتبره صمتاً عربياً آنذاك.
ويأتي ظهور هذا المنشور في وقت تنتقد بعض الصفحات والحسابات السوريّة المعارضة ما تعتبره مبالغة في الاهتمام بمأساة الطفل المغربي ريّان الذي قضى في بئر ظلّ عالقاً فيه خمسة أيام، مقابل ما تعتبره صمتاً عن معاناة الأطفال في سوريا حيث قضى في سنوات النزاع أكثر من نصف مليون شخص وهُجّر الملايين.
من جهة أخرى، تنتقد حسابات وصفحات مؤيّدة للمتمرّدين الحوثيين في اليمن ما تراه هي أيضاً مبالغة في إظهار التعاطف مع قضيّة الطفل المغربي، مقابل ما تصفه بالصمت العربيّ والعالميّ عمّا يعيشه أطفال اليمن، في ظلّ غارات التحالف العربي الذي تقوده السعوديّة دعماً للحكومة اليمنية.
في هذا السياق، ظهرت هذه الصورة التي قيل إنها تُظهر جثامين ألف طفل سوري، وكُتب في ختام التعليقات المرافقة تعليق ساخر "يومها كان الإنترنت مقطوعاً عن أشقائنا العرب".
كيماوي في سوريا
في الأول من شباط/فبراير الحالي، أي في اليوم نفسه الذي خطفت فيه قضيّة الطفل ريان اهتماماً وسعاً في المغرب والعالم العربي والعالم، أصدرت منظّمة حظر الأسلحة الكيميائيّة، ومقرّها لاهاي، بياناً اتّهمت فيه دمشق باستخدام سلاح كيماوي في هجوم عام 2016 على منطقة تحت سيطرة المعارضة في الشمال السوري.
قبل ذلك بأيام، أكّدت المنظّمة أن تنظيم الدولة الإسلاميّة استخدم هو أيضاً سلاحاً كيميائياً في قصف مناطق تسيطر عليها المعارضة في الشمال.
وتتعرّض دمشق لضغوط من دول الغرب التي تتّهمها باستخدام أسلحة كيميائيّة خلال سنوات النزاع، وقد جُرّدت من حقّ التصويت في المنظمة في نيسان/أبريل الماضي بعد تحقيق وجّه إليها أصابع الاتهام في هجمات أخرى بغازات سامّة.
وتنفي سوريا استخدام أي أسلحة كيميائية وتقول إنها سلّمت مخزونها من هذه الأسلحة بموجب اتّفاق وقّعته في العام 2013 مع الولايات المتحدة وروسيا، بعد هجوم يُعتقد أنه نفّذ بواسطة غاز السارين وأوقع 1400 قتيل في الغوطة.
حقيقة الصورة
لكن هذه الصورة لا علاقة لها بكلّ ذلك، وليست ملتقطة في سوريا أصلاً.
فقد أظهر التفتيش عنها على محرّكات البحث أنها منشورة على موقع وكالة "غيتي". وجاء في الوصف المرافق لها أنها تُظهر جثامين استُخرجت من مقبرة جماعيّة على بعد خمسين كيلومتراً من بغداد.
ويُعتقد أن الجثامين تعود لأشخاص أعدمهم نظام الرئيس العراقي السابق صدّام حسين، إبان الانتفاضة التي شهدتها مدينة البصرة الجنوبيّة على إثر حرب الخليج عام 1991.
والتقطت الصورة في السابع والعشرين من أيار/مايو من العام 2003، أي قبل نحو ثماني سنوات على اندلاع الاحتجاجات السورية وما تلاها من نزاع مدمّر.
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا