هذا الفيديو مصوّر في صربيا وليس لتظاهرة في تركيا بعد الهجمات على أحياء علوية في سوريا

يظهر الفيديو حشداً ضخماً من المتظاهرين ليلاً. 

Image

صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 30 كانون الأول/ديسمبر 2025 عن موقع أكس

وجاء في التعليق المرافق "أهالي لواء اسكندرون (أرض سورية تنازل عنها الانتداب الفرنسي لتركيا عام 1939) يخرجون بالملايين في الساحات نصرة لإخوانهم في الساحل". 

حظر تجول ليلي في اللاذقية

وقد فرضت السلطات السورية في 30 كانون الأول/ديسمبر 2025 حظر تجول ليلي في مدينة اللاذقية غداة أعمال عنف طالت أحياء ذات غالبية علوية وفاقمت مجدداً مخاوف الأقليات في البلاد بعد عام من وصول السلطات الانتقالية إلى الحكم.

وقتل ثلاثة أشخاص على الأقل في 28 كانون الأول/ديسمبر 2025 جراء إطلاق نار أثناء تظاهرات شارك فيها الآلاف في محافظة اللاذقية دعت إليها مرجعية علوية احتجاجاً على انفجار استهدف مسجداً في حي للطائفة بمدينة حمص، اثنان منهم برصاص قوات الامن بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وشهدت أحياء ذات غالبية علوية في المدينة ليل الاثنين هجمات وأعمال نهب تخللها تخريب سيارات وممتلكات، وفق ما أفاد سكان وكالة فرانس برس، قبل أن يعود الهدوء وتنتشر القوات الأمنية بحسب الإعلام الرسمي. 

ويعدّ الهجوم على المسجد الذي تبنّته جماعة باسم "سرايا أنصار السنة"، الأحدث ضد الأقلية الدينية التي تعرضت لحوادث عنف عدة منذ سقوط حكم الرئيس السابق بشار الأسد، المنتمي لهذه الطائفة، في كانون الأول/ديسمبر 2024.

فيديو من صربيا

إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بكلّ ذلك. 

فسرعان ما تعرّف إليه صحافيّو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، إذ سبق أن انتشر في سياقٍ مضلّل آخر قبل أشهر. 

وأظهر تقرير لفرانس برس أنّ الفيديو يعود لتظاهرات ضدّ الفساد  شهدتها صربيا في آذار/مارس 2025. 

ويمكن العثور على نسخٍ أقدم من الفيديو منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي مع تعليقات توضح أنّها تعود لتظاهرة في العاصمة الصربيّة بلغراد. (أرشيف 1-2) 

وقد عمد ناشرو الفيديو في السياق المضلّل إلى تبديل الصوت الأصلي بهتاف "يا علي مدد". 

ووزّعت وكالة فرانس برس فيديو لهذه التظاهرات يتطابق مع المقطع المتداول. 

على ضوء ذلك، يمكن تحديد مكان التصوير في ساحة سلافيا في بلغراد. 

وفي 15 آذار/مارس 2025 شهدت العاصمة الصربيّة تظاهرة تاريخيّة توّجت سلسلة تحركات ضدّ الفساد قادها طلابٌ لأشهر. 

وخرج ما بين 275,000 إلى 325,000 شخص إلى الشوارع، وفقا لتقديرات وكالة مستقلة لإحصاء أعداد المتظاهرين، ما جعل من هذا التحرك أكبر تظاهرة منذ تولي الرئيس ألكسندر فوتشيتش السلطة قبل عقد من الزمان، وواحدا من أكبر التظاهرات في تاريخ صربيا الحديث.

واحتشد آنذاك متظاهرون من اليمين القومي إلى اليسار المتطرف مروراً بالخضر، ورفعوا أعلاماً، وعلّقوا على ملابسهم دبابيس على شكل يد ملطخة بالدماء ترمز لشعار التحرك وهو "الفساد يقتل".

وانطلقت شرارة الاحتجاجات إثر مقتل 15 شخصاً في انهيار سقف محطة قطار في مدينة نوفي ساد.