الحكومة النمساويّة لم تعلن إقامة سوق ميلاديّ بطابع إسلاميّ لتخفيف التوترات الدينيّة في البلاد
- تاريخ النشر 18 ديسمبر 2025 الساعة 12:14
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 3 دقيقة
- إعداد: خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
رفعت السلطات في دول عدّة في القارة الأوروبيّة حالة التأهب تحسباً لهجمات على أسواق عيد الميلاد عقب هجمات عدّة وقعت في السنوات الماضية. في هذا السياق، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي منشورات قيل فيها إنّ النمسا أطلقت نسخة جديدة من احتفالات عيد الميلاد تحمل طابعاً إسلامياً بهدف "تخفيف التوترات الدينيّة". إلا أنّ مسؤولين نفوا هذه الادعاءات مؤكّدين أن حكومة النمسا لا تتدخّل في تنظيم أسواق الميلاد أو الاحتفالات الدينيّة وهي مسؤولة فقط عن أمن المواطنين خلالها، أما صورة المنشورات فمولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي.
جاء في نصّ المنشورات أنّ حكومة النمسا "أعلنت إطلاق نسخة جديدة من احتفالات عيد الميلاد للعام 2025 تحمل طابعاً إسلامياً واضحاً، معتمدة تسمية عيد ولادة نبيّ الله عيسى بدلاً من ميلاد المسيح". وأضافت أنّ السلطات أكدت أنّ الهدف هو تخفيف التوترات الدينية ...في ظلّ ارتفاع الحوادث الهجوميّة التي شهدتها أوروبا..."واختتمت المنشورات بالقول إنّ هدف الحكومة يكمن في خلق مساحة احتفالية مشتركة، تُشعر المسلمين بأنهم جزء من النسيج الأوروبي...".
وضمّت المنشورات صورة ظهرت فيها سيدات محجبات ومجموعة من الناس يسيرون في ما يبدو سوقاً في الهواء الطلق، كست الثلوج أرضه في ما تبدو واضحة الزينة التي تتسم بطابع إسلاميّ.
حصدت المنشورات تفاعلات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وتعليقات مستخدمين بين مدافع عن اسم "عيد الميلاد" ومشكّك بصحّة الخبر والصورة على حدّ سواء.
وانطلقت هذه المنشورات من صفحة ساخرة على فيسبوك لكن ما لبثت حسابات أن تداولتها على أنّها حقيقيّة وذلك بالتزامن مع إقرار البرلمان النمساوي بغالبية ساحقة مشروع قانون يحظر ارتداء الفتيات دون سن الرابعة عشرة لحجاب الرأس في المدارس، في خطوة وصفتها منظمات حقوقية وخبراء بأنها تمييزية وتعمق الانقسام المجتمعي .
وكانت الحكومة النمساوية المحافظة التي تواجه ضغوطا متزايدة مع تصاعد المشاعر المعادية للهجرة، قد اقترحت مشروع القانون في وقت سابق من هذا العام، مبررة الأمر بأنه يهدف إلى حماية الفتيات "من القمع".
وانتقدت منظمات حقوقية في النمسا مشروع القانون الجديد.
وقالت منظمة العفو الدولية إنه "يشكل تمييزا صارخاً ضد الفتيات المسلمات"، ووصفته بأنه "تعبير عن العنصرية ضد المسلمين".
تعليق رسميّ
لكنّ قصّة الأسواق الميلاديّة بطابع إسلاميّ هي من نسج الخيال.
وعلى الرغم من ظهورها على صفحة ساخرة بادئ الأمر إلا أنها انتشرت على نطاق واسع بخاصّة مع رفع حالة التأهّب في بلدان أوروبيّة لتأمين أقصى مستويات الأمن خلال إقامة هذه الأسواق.
وتعليقاً على هذه المنشورات، قال متحدث باسم وزارة الداخليّة في النمسا لوكالة فرانس برس إن الحكومة "لا تتدخّل أصلاً بأسواق الميلاد أو الاحتفالات الكنسيّة ولا تنظّمها". وأضاف "لا علم لنا بوجود هذا الشكل من الأسواق الميلاديّة" التي تذكره المنشورات.
وشرح المسؤول في وزارة الداخليّة أنّ نطاق عملهم في هذا المجال هو توفير الأمن والحماية وتقييم المخاطر خلال موسم عيد الميلاد وفي الأسواق الميلاديّة. وتولى المهمّة الأساسيّة في ذلك إلى الشرطة والاستخبارات وإلى السلطات المحليّة أيضاً في كلّ منطقة. (أرشيف)
أسواق الميلاد في النمسا
وبالاطلاع على الموقع الذي يُعنى بأسواق الميلاد في النمسا وتصفّحه يمكن استنتاج أن لا وجود لسوق ميلاديّة كتلك التي ذكرتها المنشورات. (أرشيف)
وقد وثّقت عدسة مصوّر وكالة فرانس برس الأسواق الميلاديّة في النمسا ويمكن ملاحظة الزينة التقليديّة كما جرت العادة.
صورة مولّدة بالذكاء الاصطناعي
أما الصورة المرافقة للمنشور فمولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي ويظهر ذلك بمجرّد وضعها في محرّك غوغل وسؤاله عنها.
ويمكن لمحرّك غوغل من خلال أداة SynthID رصد الصور ومقاطع الفيديو التي أنتجت باستخدام الأدوات التابعة للشركة. (أرشيف)
ويمكن ملاحظة بعض التفاصيل الغريبة في الصورة وعناصر غير متّسقة. كما يبدو أنّ قبّة الكنيسة التي تبدو في الصورة المضلّلة هي نفسها قبّة كنيسة فريدريشستاد في برلين . وهذه واحدة من الأخطاء التي يرتكبها الذكاء الاصطناعي إذا يخلط بين المعالم في كثير من الأحيان. (أرشيف)
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا