هذا الفيديو لثوران بركان في إثيوبيا مصوّر قبل عشرة أشهر ولا شأن له بثوران بركان هايلي غوبي أخيراً

ثار البركان هايلي غوبي الواقع في شمال شرق إثيوبيا الأحد، للمرة الأولى منذ حوالى 12 ألف عام، وفق برنامج علم البراكين العالمي التابع لمؤسسة "سميثسونيان". بالتزامن مع ذلك، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيّما في اليمن، مقطع فيديو قيل إنّه يوثّق ثوران هذا البركان. إلا أنّ الفيديو منشور في بداية العام 2025، على أنّه لثوران بركان آخر في إثيوبيا.

يصوّر الفيديو تصاعد دخان كثيف من فوهة بركان. وعلّق ناشرو الفيديو بالقول "آثار بركان إرتال عفار الإثيوبي وصلت إلى معظم مناطق اليمن... السماء ملبّدة والأتربة تتساقط كالبارود والناس يشعرون بالقلق..."

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 عن موقع فيسبوك

حصد الفيديو تفاعلات واسعة بالتزامن مع ثوران بركان هايلي غوبي  للمرة الأولى منذ حوالى 12 ألف عام، وفق برنامج علم البراكين العالمي التابع لمؤسسة "سميثسونيان".

ويقع البركان في إقليم عفر على بعد حوالى 800 كيلومتر إلى شمال شرق العاصمة أديس أبابا بالقرب من الحدود مع إريتريا. كما أنه موجود في وادي الصدع، وهي منطقة تشهد اضطرابات جيولوجية كبيرة ناجمة عن اصطدام صفيحتين تكتونيتين وتسجل نشاطا بركانيا مكثفا.

وأفاد برنامج علم البراكين العالمي التابع لمؤسسة "سميثسونيان" أنه لم يسجل أي ثوران لبركان هايلي غوبي منذ العصر الهولوسيني، وهي فترة بدأت قبل حوالى 12 ألف عام في نهاية العصر الجليدي الأخير.

وبحسب مركز تولوز لرصد الرماد البركاني، ثار بركان هايلي غوبي الذي يبلغ ارتفاعه حوالى 500 متر، الأحد مطلقا أعمدة كثيفة من الدخان وصل ارتفاعها إلى 14 كيلومترا، في ظاهرة استمرت ساعات عدة وانتهت الأحد.

وأشار مركز تولوز لرصد الرماد البركاني إلى أن أعمدة من الرماد انجرفت فوق اليمن وسلطنة عُمان والهند وشمال باكستان.

فيديو قديم

إلا أنّ الفيديو قديم ولا يصوّر ثوران هذا البركان في إثيوبيا.

فالتفتيش عن مشاهد ثابتة منه يظهر أنّه منشور في الثالث من كانون الثاني/يناير 2025، أي قبل عشرة أشهر، عبر مواقع إخباريّة عربيّة وإثيوبية عدة ومواقع أخرى عن البراكين (1، 2، 3)

وتشير هذه المواقع جميعها إلى أنّ الفيديو  يصوّر ثوران بركان في جبل دوفان في منطقة عفار، شمال شرق إثيوبيا. (أرشيف 1، 2، 3)

ويبدو أن أوّل من نشر الفيديو كان موقع "إف بي سي" الذي يعنى بنقل كل الأحداث والتطورات باللغة الأمهرية. (أرشيف)

وبالفعل ثار البركان في المنطقة آنذاك بعد أشهر من النشاط الزلزالي المتزايد، ، ودفع بالسكان القريبين إلى مغادرة منازلهم في حالة من الذعر.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا