هذا الفيديو لحبس رجلٍ على قيد الحياة في نعش ليس مصوّراً في السودان بل في جنوب إفريقيا عام 2016
- تاريخ النشر 3 نوفمبر 2025 الساعة 12:42
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 2 دقيقة
- إعداد: خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
تتزايد المخاوف على مصير المدنيين في السودان الغارق في الحرب فيما أظهرت صور جديدة بالأقمار الاصطناعية أن المجازر ما زالت مستمرة في عاصمة ولاية شمال دارفور التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع. في هذا السياق، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو ادعى ناشروه أنه يصوّر عناصر من قوات الدعم السريع يضعون رجلاً حياً في نعش قبل دفنه تحت التراب. إلا أن الادعاء غير صحيح، فالفيديو في الحقيقة ملتقط عام 2016 في جنوب إفريقيا.
يظهر في الفيديو رجلٌ على قيد الحياة داخل ما يبدو أنه نعش.
وجاء في التعليقات المرافقة أن الفيديو يصوّر عناصر من قوات الدعم السريع أثناء وضع مواطن سوداني على قيد الحياة داخل نعش قبل دفنه تحت التراب.
مأساة المدنيين السودانيين
يأتي انتشار هذا الفيديو حاصداً مئات المشاركات على فيسبوك في وقت يواجه فيه المدنيون الفارّون من العنف في مدينة الفاشر في إقليم دارفور بغرب السودان مخاطر متزايدة، بينها التجويع أو الضرب حتى الموت أو الوقوع في قبضة قوات الدعم السريع التي أصبحت تسيطر على المدينة.
وفرّ عشرات الآلاف من مدينة الفاشر بعد أن أعلنت قوات الدعم السريع السيطرة عليها بعد أكثر من 18 شهراً من حصارٍ قاسٍ واشتباكات عنيفة مع الجيش السوداني في سياق الحرب التي اندلعت في نيسان/أبريل 2023.
"كان يتم ضربنا بالعصي ويقولون لنا +أنتم عبيد+"
— فرانس برس بالعربية (@AFPar) November 3, 2025
يواجه المدنيون الفارون من العنف في مدينة #الفاشر في إقليم دارفور بغرب #السودان مخاطر متزايدة، بينها التجويع أو الضرب حتى الموت أو الوقوع في قبضة قوات الدعم السريع التي أصبحت تسيطر على المدينة.https://t.co/qRSfUrmSuW#فرانس_برسpic.twitter.com/7eki02sgIK
ومنذ سقوط المدينة، توالت شهادات عن إعدامات ميدانية وعنف جنسي وهجمات على عمال الإغاثة وعمليات نهب وخطف، بينما لا تزال الاتصالات مقطوعة إلى حدّ كبير.
وأظهرت صور جديدة التُقطت بالأقمار الاصطناعية مؤشرات إلى استمرار عمليات القتل الجماعي داخل مدينة الفاشر ومحيطها في غرب السودان، وفق باحثين في جامعة ييل الأميركية.
وقال مختبر الأبحاث الإنسانية في الجامعة في تقرير في 31 تشرين الأول/أكتوبر إن الصور الجديدة تُظهر مؤشرات إلى أن جزءاً كبيراً من سكان المدينة "قُتلوا أو أُسروا أو يختبئون".
وحدّد الباحثون ما لا يقل عن 31 موقعاً تحتوي على أجسام يُرجّح أنها لجثث بشرية بين 27 و31 تشرين الأول/أكتوبر، في أحياء سكنية وحرم جامعي ومواقع عسكرية. وأضاف التقرير أن "مؤشرات استمرار القتل الجماعي واضحة للعيان".
حقيقة الفيديو
إلا أن الفيديو المتداول لا علاقة له بما يجري في السودان.
فقد أظهر التفتيش عن مشاهد ثابتة من الفيديو إلى نسخٍ منه نشرت في مواقع إخبارية عدّة في تشرين الثاني/نوفمبر 2016. (أرشيف 1، 2، 3، 4)
وأشارت الأخبار المرافقة له أنّه يظهر رجلين أبيضين في جنوب إفريقيا يحبسان رجلاً أسود في نعش.
Two white men stuffed a black man into a coffin in South Africa and threatened to burn him alive. pic.twitter.com/7NhjsGxUFK
— Al Jazeera English (@AJEnglish) November 18, 2016
وبالفعل، وقعت الحادثة في جنوب إفريقيا في آب/أغسطس 2016 وأثارت استياءً آنذاك، في قضية اعتبرت تجسيداً لاستمرار التوترات العرقية هناك.
ويظهر في الفيديو رجلان أبيضان، أحدهم يحاول حبس فيكتور ملوتشوا وهو مزارع أسود كان في السابعة والعشرين من العمر آنذاك، فيما الثاني يقوم بتصوير الحادثة.
وفي 27 تشرين الأول/أكتوبر 2017، أصدر القضاء الجنوب إفريقي حكماً بالسجن لـ19 و16 عاماً بحق الرجلين.
وقالت القاضية سيغابوتيي مفالهيلي آنذاك إن سلوك المتهمين "لا إنساني ومقزز لأقصى حد"، معتبرة أن هذا التصرف "يؤجج التوترات العرقية" في البلاد.
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا