
هذه الصورة لطفل يعاني من الجوع مصوّرة في ملاوي عام 2002 وليس في السودان حديثاً
- تاريخ النشر 22 أكتوبر 2025 الساعة 11:47
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 2 دقيقة
- إعداد: خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
أسفرت الحرب في السودان عن مقتل عشرات الآلاف وتسببت بما وصفته الأمم المتحدة بـ"الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم" حيث يضطّر بعض السكّان إلى تناول جلود الأبقار للبقاء على قيد الحياة. في هذا السياق، انتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي ادعى ناشروها أنها لطفلٍ سودانيّ جائع. إلا أن الادعاء غير صحيح، فالصورة في الحقيقة مصوّرة في ملاوي عام 2002.
يظهر في الصورة طفل يبكي وإلى جانبه إناء فارغ.
وجاء في التعليقات المرافقة "السودان المنسي…السودان لا بواكي له".

جلود الأبقار للبقاء على قيد الحياة
يأتي انتشار هذه الصورة حاصدة أكثر من ثلاثة آلاف مشاركة من هذه الصفحة فقط، في وقت يشهد فيه السودان منذ نيسان/أبريل 2023 حرباً دامية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للبلاد منذ انقلاب العام 2021، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي". ويُتهم الطرفان بارتكاب مجازر.
وأسفرت الحرب في السودان عن مقتل عشرات الآلاف وتسببت بما وصفته الأمم المتحدة بـ"الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم"، وبتشريد أكثر من 13 مليون شخص، من بينهم مليون شخص نزحوا من الفاشر.
وبات سكان المدينة الواقعة في غرب السودان مضطرين إلى تناول جلود الأبقار للبقاء على قيد الحياة، في ظلّ الحصار والحرمان من المساعدات الإنسانية وصولاً إلى عدم القدرة على الحصول على أعلاف الماشية التي كانوا يقتاتون منها لفترة من الزمن.
ويقول صالح عبدالله (47 عاماً) لوكالة فرانس برس بعد مرور ثلاثة أيام من دون تناوله الطعام "شوينا جلد البقر"، مضيفاً "حتى هذا، كانت هناك صعوبة في الحصول على الحطب لإشعال النار" لشويه.
"شوينا جلد البقر"
— فرانس برس بالعربية (@AFPar) October 22, 2025
يضطر سكان مدينة الفاشر في غرب #السودان إلى تناول جلود الأبقار للبقاء على قيد الحياة، في ظل الحصار والحرمان من المساعدات الإنسانية وصولاً إلى عدم القدرة على الحصول على أعلاف الماشية التي كانوا يقتاتون منها لفترة من الزمن.https://t.co/sSqm1aa6R0#فرانس_برسpic.twitter.com/exd9coDLyz
وتشكّل الفاشر آخر المدن الكبرى في إقليم دارفور الخارجة عن سيطرة قوات الدعم السريع. وبعد أكثر من عام من الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع، نفد كل شيء تقريباً من المدينة.
وأُجبر معظم التكايا التي كانت توفر الغذاء للسكان على إغلاق أبوابها بسبب شح المواد، بحسب "لجان المقاومة المحلية" ومجموعات من المتطوعين ينسّقون المساعدات.
حقيقة الصورة
إلا أن الادعاء بأن الصورة ملتقطة في السودان غير صحيح.
فقد أرشد التفتيش عن الصورة عبر محركات البحث إليها منشورة في موقع وكالة غيتي للصور منذ أكثر من عقدين من الزمن. (أرشيف)

والتقطت الصورة في 11 حزيران/يونيو 2002 لطفلة تدعى باتريسيا فرانك تبكي من الجوع في قريتها زوالا في ملاوي، الواقعة في قلب جنوب القارة الإفريقية.
وآنذاك، وجهت الأمم المتحدة نداءً عاجلاً للحصول على معونات لتجنب مجاعة في إفريقيا الجنوبية حيث يعيش 13 مليون شخص، نصفهم تقريباً من الأطفال، "على حافة البقاء على قيد الحياة" جراء الجفاف، ومرض الإيدز وسوء الإدارة الحكومية. (أرشيف)
وأفادت الأمم المتحدة آنذاك أنّ أكثر من ثلاثة ملايين شخص في ملاوي يحتاجون لمساعدات غذائيّة.
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا