هذا الفيديو مصوّر خلال تظاهرات في النيبال قبل أسابيع ولا شأن له بالمغرب

شهدت مدن مغربية عدة لليوم الخامس على التوالي تظاهرات نظمتها حركة "جيل زد 212" الشبابية بعد أن سمحت بها السلطات لأول مرة منذ السبت، غداة أعمال عنف وصدامات شهدتها بعض المدن. في هذا السياق، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زعم ناشروه أنّه يصوّر صدامات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة المغربيّة. إلا أنّ الفيديو مصوّر قبل أسابيع في النيبال خلال محاولة الشرطة تفريق  متظاهرين كانوا يطالبون الحكومة برفع الحظر عن وسائل التواصل الاجتماعي ومكافحة الفساد.

يصوّر الفيديو عدداً ضخماً من المتظاهرين وهم يقتربون من عناصر الشرطة فيواجهون بخراطيم المياه. وأشار مشاركو الفيديو إلى أنّه مصوّر في المغرب أخيراً في ظلّ التظاهرات التي تشهدها البلاد.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2025 عن موقع فيسبوك

حصد الفيديو تفاعلات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، مع تجدّد تظاهرات "جيل زد" في المغرب لليوم الخامس على التوالي، بعد أن سمحت بها السلطات لأول مرة، وقد جرت غالبيتها بهدوء باستثناء قلّة منها تخلّلتها أعمال شغب، وفق ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس ووسائل إعلام محلية.

وتجمّع بضع مئات من المتظاهرين، غالبيتهم من الشباب، في كل من الدار البيضاء وفاس وطنجة وتطوان ووجدة وأطلقوا شعارات تدعو إلى تحقيق "العدالة الاجتماعية" و"إسقاط الفساد"، فيما دعا آخرون إلى "رحيل" رئيس الوزراء عزيز أخنوش، وفق فيديوهات مباشرة بثّتها وسائل إعلام محلية. 

لكنّ تظاهرات الأربعاء لم تجر كلّها بهدوء، إذ شهدت بعض المدن أعمال شغب.

وفي دعوتها إلى التظاهر الأربعاء شدّدت "جيل زد 212"، الحركة التي لا تكشف هوية القيّمين عليها، على "المحافظة على السلمية".

وكانت السلطات تمنع حتى الآن تظاهرات هذه الحركة على أساس أنها غير مرخصة، وبدون حدوث صدامات. 

لكن بعض التظاهرات تخللها ليل الثلاثاء"تصعيد خطير مسّ بالأمن والنظام العامين، بعدما تحولت إلى تجمهرات عنيفة استعملت فيها مجموعة من الأشخاص أسلحة بيضاء وزجاجات حارقة والرشق بالحجارة"، وفق ما أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية رشيد الخلفي الأربعاء.

ومجموعة "جيل زد 212" التي ظهرت أخيراً على موقع "ديسكورد" تصف نفسها بأنها "فضاء للنقاش" حول "قضايا تهمّ كلّ المواطنين مثل الصحة، التعليم ومحاربة الفساد"، مؤكدة رفض "العنف" و"حب الوطن والملك".

وفئة الشباب والنساء هي الأكثر تضرراً من الفوارق الاجتماعية والبطالة والتفاوت في مستويات التعليم والصحة بين القطاعين العام والخاص في المغرب، حيث تعدّ الفوارق الاجتماعية والمجالية معضلة رئيسية.

فيديو من النيبال

إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بالمغرب.

فالمقاطع المتداولة مكتوب عليها بالنيباليّة عبارة "تعازينا الحارة للشباب الذين فقدوا حياتهم في الحركة ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى".

أما التفتيش عن الفيديو بعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة فيظهر أنّه منشور عبر حسابات نيباليّة عبر موقع تيك توك. (أرشيف 1، 2)

@bbpal97

 

♬ original sound - bbpal97

وأرفقت المقاطع بتعليقات تشير إلى أنّها تصوّر تظاهرات حركة "جيل زد" التي استوحت المجموعة الشبابية المغربية اسمها منها، في العاصمة النيبالية كاتماندو.

وتناقلت مواقع إخباريّة آسيويّة عدّة مقاطع فيديو لهذه التظاهرة  التقطت من المكان نفسه  في العاصمة النيباليّة. (أرشيف 1، 2، 3)

ووزّعت وكالة فرانس برس صوراً لهذه التظاهرة التي شهدتها كاتماتندو في الثامن من أيلول/سبتمبر 2025 والتي قُتل فيها ما لا يقل عن عشرة متظاهرين بعد أن أطلقت الشرطة النيبالية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين يطالبون الحكومة برفع الحظر عن وسائل التواصل الاجتماعي ومكافحة الفساد.

وتبدو المعالم نفسها في الصور التي التقطتها وكالة فرانس برس للتظاهرة والفيديو المتداول في السياق المضلل:

Image
مقارنة بين صورة ملتقطة من الشاشة من الفيديو المضلل (يمين) وصورة وزعتها فرانس برس في الثامن من أيلول/سبتمبر 2025 للمتظاهرين بالقرب من مبنى البرلمان (يسار). وقد أضيفت مربعات حمراء على المعالم المتشابهة في الصورتين

ونزل "الجيل زد" الذي يعاني بشدّة من البطالة إلى الشوارع في النيبال للتعبير عن غضبه من الحكومة التي اعتبرها فاسدة وغير قادرة على تلبية احتياجاته.

ويمكن تحديد مكان تصوير الفيديو في العاصمة النيباليّة بالاستعانة بخدمة خرائط غوغل:

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا