هذا الفيديو ليس من التظاهرات الأخيرة في المغرب بل هو مصوّر في صربيا

في ظلّ احتجاجات متفرقة شهدها المغرب في الأسابيع الماضية ودعوات لمجموعات شبابيّة على الإنترنت للتظاهر من أجل المطالبة "بإصلاح منظومة التعليم وخدمات الصحة العمومية"، انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ادعى ناشروه أنه من هذه الاحتجاجات. إلا أن الادعاء غير صحيح، فالفيديو في الحقيقة مصوّر في صربيا.

يظهر في الفيديو حشد من المتظاهرين.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الفيديو مصوّر خلال التظاهرات الأخيرة في المغرب، حاصداً عشرات المشاركات على إنستغرام.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2025 من موقع إنستغرام

يأتي انتشار هذا المقطع عقب منع السلطات المغربية في الرباط في 27 أيلول/سبتمبر 2025 أول تظاهرة لمجموعة شبابية ظهرت على الإنترنت تحت اسم "جيل زد 212"، من أجل المطالبة "بإصلاح منظومة التعليم وخدمات الصحة العمومية".

وأبعدت قوات الأمن شباناً من الجنسين جاؤوا للتظاهر استجابة لنداء هذه المجموعة التي لا تكشف هوية مؤسسيها أو مسيريها.

وبعدها بيومين، أوقفت قوات الأمن عشرات من الشباب الذين حاولوا المشاركة في تظاهرات بعدة مدن دعت إليها المجموعة.

حقيقة الفيديو

إلا أن الادعاء بأن الفيديو مصوّر في المغرب غير صحيح.

فقد أظهر التفتيش عنه عبر محركات البحث أنّه منشور على صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي في 16 آب/أغسطس 2025 مع الإشارة إلى أنّه مصوّر في صربيا. (أرشيف

على ضوء ذلك، يرشد التعمّق بالبحث إلى النسخة الأصلية من الفيديو منشورة في حساب مصوّر صربي في 15 آب/أغسطس 2025، أي قبل شهر من خروج التظاهرة الأولى في المغرب. (أرشيف

وتبدو في النسخة الأوضح من الفيديو معالم تمكّن من تحديد موقع تصويره في العاصمة الصربيّة بلغراد في خدمة خرائط غوغل. 

ويومذاك، شهدت بلغراد صدامات بين آلاف المتظاهرين المعارضين للحكومة والشرطة وسط مخاوف من تشديد الحكومة القمع بوجه الاحتجاجات المناهضة للفساد المتواصلة منذ بضعة أشهر في صربيا.

وتهزّ احتجاجات مناهضة للفساد صربيا منذ انهيار سقف محطة للسكك الحديد في نوفي ساد (جنوب) في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2024، ما أسفر عن مقتل 16 شخصاً، في حادث نتج بحسب المتظاهرين عن الفساد المستشري في البلاد.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا