هذا الفيديو ليس لاقتحام القصر الملكيّ في المغرب بل لتظاهرات عام 2017 في مدينة جرادة

شهدت مدن مغربية ليل الثلاثاء-الأربعاء أعمال شغب وصدامات بين متظاهرين وقوات الأمن بعد دعوات للتظاهر صدرت عن مجموعة "جيل زد 212" المطالبة بإصلاحات في قطاعي الصحة والتعليم، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية. في هذا السياق تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لاقتحام القصر الملكيّ. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة يعود لاحتجاجات عمّالية عام 2017  في مدينة جرادة.

 يظهر الفيديو حشداً كبيراً من المحتجّين بعضهم يحمل الأعلام المغربيّة بمواجهة عناصر من الشرطة. 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 1 تشرين الأول/أكتوبر 2025 عن موقع فيسبوك

وجاء في التعليق المرافق "اقتحام القصر الملكي والشعب يطالب بإسقاط الملك الخائن". 

يأتي انتشار هذا الفيديو تزامناً مع تظاهرات متفرقة في مدنٍ مغربيّة دعت إليها مجموعة "جيل زد 212" الشبابيّة المطالبة بإصلاحات في قطاعي الصحة والتعليم.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها مواقع إخبارية محلية متظاهرين بعضهم ملثمون يرمون قوات الأمن بالحجارة في انزكان وتيزنيت وآيت عميرة، وهي مدن صغيرة بضواحي أكادير (جنوب).

كما أظهرت متظاهرين آخرين يضرمون النار بالقرب من مركز تجاري ووكالة بريدية في انزكان. ودارت صدامات مشابهة في وجدة (شمال شرق)، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية.

ولم يتسنّ في الحال الحصول على معطيات رسمية حول حصيلة هذه الصدامات.

ومنعت قوات الأمن خلال الأيام الثلاثة الأخيرة الشباب الذين لبّوا نداء هذه المجموعة من التظاهر، لكن دون حدوث صدامات، وأوقفت أكثر من مئتي شخص في العاصمة.

وأخلي سبيل غالبية الموقوفين، وفق الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.

ومجموعة "جيل زد 212" التي ظهرت أخيراً على موقع "ديسكورد" والتي لا تكشف هوية القيّمين عليها، تصف نفسها بأنها "فضاء للنقاش" حول "قضايا تهمّ كلّ المواطنين مثل الصحة، التعليم ومحاربة الفساد"، مؤكدة رفض "العنف" و"حب الوطن والملك".

حقيقة الفيديو 

إلا أنّ المقطع المتداول لا علاقة له بهذه التظاهرات.

فقد أظهر البحث عن لقطات منه أنّه يعود لتظاهرة شهدتها مدينة جرادة المغربيّة أواخر العام 2017. (أرشيف

وآنذاك شهدت المدينة الواقعة في شمال شرق المغرب تظاهرات حاشدة إثر وفاة شقيقين في منجم فحم غير قانوني في 22 كانون الأول/ديسمبر 2017.

وتظاهر آلاف السكّان ضد السلطات متهمين إياها بأنها "تخلت" عنهم ومطالبين بـ"العمل والتنمية" وبـ"بديل اقتصادي" من المناجم غير القانونية لاستخراج الفحم. وتعبر مدينة جرادة من أفقر مدن المملكة. 

وقد وزّعت وكالة فرانس برس صوراً لهذه التظاهرات التي استمرّت لأيامٍ عدّة.

Image
صورة لتظاهرة أمام مركز بلديّة جرادة بتاريخ 20 كانون الثاني/يناير 2018 (AFP / FADEL SENNA)

أمّا المبنى الظاهر في الفيديو فيعود لمبنى البلديّة في جرادة وليس قصراً ملكياً كما زعمت المنشورات. 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا