هذه الصور لا تُظهر سيولاً حديثة في السودان بسبب سدّ النهضة

دشّنت إثيوبيا في التاسع من أيلول/سبتمبر الجاري سدّ النهصة الضخم المقام على نهر النيل، والذي يشكّل منذ أعوام موضع توتّر مع مصر والسودان. في هذا السياق، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ادّعت أنّها تُظهر سيولاً في السودان في الأيام الماضية بسبب السدّ. لكن هذا الادّعاء غير صحيح فالصور ملتقطة قبل سنوات أثناء فيضان نهر النيل.

تُظهر الصور المتداولة مناطق تغرق بالماء. وجاء في التعليقات المرافقة إن الصور تُظهر سيولاً تسبب بها سدّ النهضة في الأيام الماضية.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 30 أيلول/سبتمبر 2025 عن موقع فيسبوك

 يأتي التداول بهذه المنشور ات بعدما أقامت إثيوبيا في التاسع من أيلول/سبتمبر حفل تدشين لسدّ النهضة بعد 14 عاماً من العمل.

وتقدّم إثيوبيا "سد النهضة الكبير" على أنّه أكبر مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية في إفريقيا.

وأطلق مشروع السدّ في نيسان/أبريل 2011 بميزانية بلغت أربعة مليارات دولار. ويبلغ عرضه نحو كيلومترين وارتفاعه 170 متراً فيما تصل سعته إلى 74 مليار متر مكعّب من المياه، بحسب شركة "ويبيلد" الإيطالية التي قامت بتشييده.

ويرى خبراء أن السدّ يعطي أملاً بـ"ثورة في مجال الطاقة" في إثيوبيا، ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان (130 مليون نسمة)، لا يحصل سوى 45 في المئة منهم على الكهرباء.

غير أنّ المشروع يواجه انتقادات شديدة من مصر التي تعتبره تهديداً وجودياً إذ قد يؤدي إلى تراجع مواردها المائية.

كذلك أعرب السودان عن قلقه حيال تشغيل السد وشدد في موقف مشترك مع مصر في أواخر حزيران/يونيو على "رفض الإجراءات الأحادية في حوض النيل الأزرق".

وطالب البلدان إثيوبيا مراراً بوقف عمليات ملء السد، بانتظار التوصل إلى اتفاق ثلاثي حول أساليب تشغيله.

وفشلت كل محاولات الوساطة بين الدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان، والتي قامت بها تواليا الولايات المتحدة والبنك الدولي وروسيا والإمارات العربية المتحدة والاتحاد الإفريقي.

في هذا السياق، انتشرت هذه الصور التي قيل إنّها تُظهر سيولاً أغرقت السودان في الأيام الماضية بسبب السد.

لكن هذا الادعاء غير صحيح.

حقيقة الصور

فالصورتان الأوليان وزعتهما وكالة فرانس برس في العام 2019، ما ينفي أن تكونا حديثتين.

Image
صورة وزعتها وكالة فرانس برس في 26 آب/أغسطس 2019 من قرية ود رملي على بعد خمسين كليومتراً من الخرطوم (AFP / Ebrahim HAMID)

وتُظهر الصورتان سيولاً تُغرق قرية واد رملي الواقعة على الضفة الشرقية لنهر النيل، على بعد 50 كيلومتراً من الخرطوم وذلك في السادس والعشرين من آب/أغسطس 2012، وفقاً لصحافيي فرانس برس في السودان.

Image
صورة وزعتها وكالة فرانس برس في 26 آب/أغسطس 2025 ملتقطة في قرية ود رلاملي قرب الخرطوم (AFP / Ebrahim HAMID)

أما الصورة الثالثة، فتظهر في تقرير نشرته شبكة "سكاي نيوز" عام 2021، ما ينفي أيضاً أن تكون حديثة مثلما ادّعت المنشورات. (أرشيف).

وتظهر الصورة فيضانات خلال موسم الأمطار في ولاية النيل الأزرق، في جنوب شرق السودان، بحسب الشبكة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا