هذا الفيديو منشور عام 2021 ولا شأن له بالاحتجاجات الأخيرة في فرنسا ضد الرئيس إيمانويل ماكرون

تزامنت مراسم تسلّم رئيس الوزراء الفرنسي الجديد سيباستيان لوكورنو السلطة من سلفه فرنسوا بايرو مع دعوات "لشلّ" البلاد أسفرت عن احتجاجات عبّرت عن الغضب الشعبي تجاه رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون. وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قيل إنّه يصوّر حشداً كبيراً من الناس يطالبون "برحيل ماكرون". إلا أنّ الفيديو قديم ولا شأن له بالاحتجاجات الأخيرة.

يصوّر الفيديو تجمّعاً كبيراً لأشخاص يرفعون الأعلام الفرنسيّة ويهتفون بالفرنسيّة "قدّم استقالتك ماكرون".

وجاء في التعليقات المرافقة ما يشير إلى أنّ الفيديو مصوّر أخيراً خلال الاحتجاجات التي شهدتها مناطق فرنسيّة عدّة الأسبوع الماضي.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 15 أيلول/سبتمبر 2025 عن موقع فيسبوك

وكان هدف هذه الاحتجاجات إظهار الغضب الشعبي تجاه رئيس الجمهورية، يوم بدأ وزير الجيوش سيباستيان لوكورنو الذي كلّفه إيمانويل ماكرون تشكيل حكومة جديدة، مهامه.

وتشكّل الاحتجاجات بعنوان "لنشلّ كل شيء" تحدياً حقيقياً للوكورنو (39 عاما) وهو حليف وثيق لماكرون وشغل منصب وزير الجيوش خلال السنوات الثلاث الماضية.

وتجمّع متظاهرون في مختلف أنحاء البلاد منذ صباح الأربعاء في العاشر من أيلول/سبتمبر، مع نشر 80 ألف شرطي للحفاظ على النظام.

وأقامت مجموعات من المتظاهرين حواجز باستخدام حاويات نفايات ورشقوا الشرطة بالقمامة في ضواحي باريس، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.

وكلّف الرئيس الفرنسي الثلاثاء لوكورنو غداة حجب الجمعية الوطنية الثقة عن حكومة فرنسوا بايرو، ليصبح سابع رئيس للوزراء في عهد ماكرون، والخامس منذ بداية ولايته الثانية في العام 2022. وهذا الأمر غير مسبوق في نظام الجمهورية الخامسة الذي أُعلن في 1958 والذي عُرف لفترة طويلة باستقراره.

وتعاني فرنسا من مأزق سياسي منذ حلّ الجمعية الوطنية في حزيران/يونيو 2024، وباتت مقسمة إلى ثلاث كتل كبيرة من دون غالبية واضحة. وأدى تعيين سيباستيان لوكورنو البالغ 39 عاماً إلى سيل من الانتقادات من المعارضة.

فيديو قديم

إلا أنّ الفيديو المتداول مقتطع من سياقه. فالتفتيش عن مشاهد ثابتة منه يظهر أنّه منشور في تموز/يوليو 2021، أي قبل نحو أربع سنوات. (أرشيف)

ونُشر الفيديو على حساب السياسي الفرنسي فلوريان فيليبو وهو مؤسس حزب "الوطنيون"، مرفقاً بتعليق "100 ألف شخص يهتفون +إرحل يا ماكرون". (أرشيف)

وكان فيليبو دعا آنذاك للتجمع في ساحة تروكاديرو، ضدّ التدابير التي فرضتها الحكومة لمكافحة الطفرة الجديدة من الإصابات بوباء كوفيد-19 الناجمة عن المتحورة دلتا.

وتجمع الآلاف معظمهم بدون كمامات، على وقع النشيد الوطني الفرنسي في هذه الساحة بغرب باريس، في 24 تموز/يوليو من ذاك العام.

وشهد ذلك اليوم احتجاجات في مناطق فرنسيّة عدّة وقدّرت الشرطة عدد المتظاهرين بـ11 ألفا في باريس وحوالى 150 ألفا في نحو مئة مدينة بينها مرسيليا (جنوب) حيث سار الآلاف من جميع الأعمار هاتفين "ماكرون لا نريد شهادتك الصحية".

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا