هذا الفيديو مصوّر عام 2023 ولا علاقة له بالاحتجاجات الحالية في فرنسا

تزامناً مع بدء رئيس الحكومة الفرنسية الجديد سيباستيان لوكورنو مهامه الأربعاء الماضي، انطلقت احتجاجات في مختلف أنحاء فرنسا تعبيراً عن سخط شعبي على رئيس الجمهوريّة إيمانويل ماكرون. عقب ذلك، نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو ادّعت أنّه يُظهر رئيس بلدية فرنسي يُبدل صورة كبيرة للرئيس بصورة صغيرة جداً. لكن هذا الفيديو لا علاقة له بالاحتجاجات الأخيرة، بل هو مصوّر عام 2023، في سياق اعتراض على قانون يفرض رفع صور الرئيس في البلديات.

يظهر في الفيديو رجل يضع وشاحاً بعلم فرنسا يُنزل عن الجدار صورة لماكرون ويُبدلها بصورة صغيرة جداً في إطار أبيض واسع.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الفيديو مصوّر في الأيام الماضية، في ظلّ الاحتجاجات التي جرت في مناطق فرنسيّة عدّة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 15 أيلول/سبتمبر 2025 من موقع فيسبوك

وتشكّل الاحتجاجات التي دُعي إليها تحت شعار "لنشلّ كل شيء" تحدّياً حقيقيا للوكورنو (39 عاما) وهو حليف وثيق لماكرون.

وتجمّع متظاهرون في مختلف أنحاء البلاد منذ صباح الأربعاء في العاشر من أيلول/سبتمبر، مع نشر 80 ألف شرطي للحفاظ على النظام.

وأقامت مجموعات من المتظاهرين حواجز باستخدام حاويات نفايات ورشقوا الشرطة بالقمامة في ضواحي باريس، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.

وكلّف الرئيس الفرنسي الثلاثاء لوكورنو غداة حجب الجمعية الوطنية الثقة عن حكومة فرنسوا بايرو، ليصبح سابع رئيس للوزراء في عهد ماكرون، والخامس منذ بداية ولايته الثانية في العام 2022. وهذا الأمر غير مسبوق في نظام الجمهورية الخامسة الذي أُعلن في 1958 والذي عُرف لفترة طويلة باستقراره.

وجاء سقوط بايرو بعدما طرحت حكومته مشروع ميزانية تقشفية تضمّنت إلغاء يوميّ عطلة.

وعبّر متظاهرون لصحافيي فرانس برس عن "الملل" من حكومات ماكرون المتعاقبة، والحاجة إلى التغيير.

من جهة أخرى، قال حزب فرنسا الأبية اليساري الأربعاء إنه سيقدم اقتراحاً بسحب الثقة من لوكورنو في البرلمان.

في هذا السياق، نُشر هذا الفيديو المتداول مع الادعّاء بأنّه جديد، لكن هذا الادّعاء غير صحيح.

فيديو قديم

فالتفتيش على مشاهد ثابتة من هذا الفيديو على محرّكات البحث يُظهر أنّه منشور في العام 2023 ما ينفي أن يكون حديثاً.

ونُشر الفيديو على حساب النائب اليمينيّ جوليان أودول الذي كان إلى جانب رئيس بلديّة بيفون في شمال فرنسا، أثناء إبدال صورة ماكرون. وينتمي كلاهما إلى حزب التجمّع الوطني اليمينيّ المتطرّف برئاسة مارين لوبن. (أرشيف).

وفي هذا الفيديو عبّر رئيس البلدية والنائب إلى جانبه عن اعتراضهما على إقرار قانون في مجلس النواب يُلزم جميع البلديّات برفع صور الرئيس، إضافة إلى بند آخر يُلزم بلديات المناطق التي يزيد عدد سكّانها عن 1500 برفع العلمين الفرنسي والأوروبي.

وتقدّم بمشروع القانون نواب معسكر ماكرون، ونوقش في أجواء متوتّرة.

وأثار الفيديو حينها ردود فعل ونقلته مواقع إعلام محليّة. (أرشيف 1 -2 ).

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا