هذا الفيديو مصوّر في العاصمة الصربيّة ولا شأن له باليمن

يصوّر الفيديو جموعاً غفيرة تطلق هتافات في ساحة ليلاً. وأرفق الفيديو بتعليق قيل فيه "الآن الغضب اليمني يضج بالساحات".

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 01/09/2025 عن موقع فيسبوك

يأتي انتشار هذا الفيديو بعيد إعلان الحوثيين في 30 آب/أغسطس مقتل رئيس حكومتهم أحمد غالب الرهوي مع عدد من الوزراء في ضربة إسرائيلية على صنعاء الخميس. والرهوي أكبر مسؤول سياسي يُقتل في تداعيات المواجهة اليمنية الإسرائيلية على خلفية الحرب في قطاع غزة.

وأكّد القائم بأعمال رئيس الوزراء محمد مفتاح الذي تمّ تكليفه السبت، في كلمة خلال التشييع، أن تسعة وزراء في الحكومة ومدير مكتب رئاسة الوزراء وسكرتير مجلس رئاسة الوزراء قتلوا في الضربة إلى جانب الرهوي.

وكانت حكومة الحوثيين تتكوّن من 22 وزيراً، بمن فيهم الرهوي.

وشاركت حشود شعبية في التشييع يوم الاثنين، وفق ما أظهر البث التلفزيوني لقناة المسيرة التابعة للمتمردين اليمنيين التي ذكرت أن الجثامين دُفنت في "روضة الشهيد الصماد" في صنعاء.

وأثار إعلان مقتل رئيس حكومة الحوثيين ووزرائهم الذي أكّدته إسرائيل، غضبا لدى قيادة المتمردين اليمنيين التي توعّدت بمواصلة هجماتها على الدولة العبرية دعماً لغزة، في مسار "ثابت وتصاعدي".

فيديو من بلغراد

إلا أنّ الفيديو لا علاقة له باليمن.

فالتفتيش عن مشاهد ثابتة منه، يُظهر أنّه منشور في آذار/مارس الماضي، أي قبل نحو خمسة أشهر. (أرشيف)

وجاء في التعليقات المرافقة أنّ الفيديو يصوّر تظاهرة في العاصمة الصربيّة بلغراد ضد الفساد في البلاد.

وتبدو في هذه النسخة الأوضح من الفيديو معالم تمكّن من تحديد الموقع الجغرافي بواسطة خدمة خرائط غوغل.

Image

مقارنة بين صورة ملتقطة من خدمة خرائط غوغل وصورة من الفيديو الأصلي مع إضافة مربعات على العناصر المتشابهة

Image

مقارنة بين صورة ملتقطة من خدمة خرائط غوغل وصورة من الفيديو الأصلي مع إضافة مربعات على العناصر المتشابهة

ووزّعت وكالة فرانس برس صوراً للتظاهرات تبدو فيها المعالم نفسها.

Image

(AFP / Andrej ISAKOVIC)

وآنذاك، في 15 آذار/مارس 2025 توافدت حشود من المحتجين إلى بلغراد للمشاركة في تظاهرة تاريخية هي الأحدث في سلسلة تحركات ضد الفساد يقودها الطلاب في صربيا منذ أشهر.

وتجمّعت حشود كبيرة  وسط العاصمة في ظل طقس ماطر، على امتداد مساحة تتجاوز كيلومترين في وسط العاصمة.

وقالت وزارة الداخلية إن عدد الذين وصلوا إلى العاصمة من أنحاء البلاد بلغ 31 ألف شخص قبل يوم من التظاهرة وتواصل قدوم متظاهرين سيراً وعلى دراجات نارية وجرارات من كل أنحاء صربيا في ظل أجواء احتفالية.

وبدأ تنظيم هذه التظاهرات بعد مقتل 15 شخصاً في انهيار سقف محطة قطار في مدينة نوفي ساد في تشرين الثاني/نوفمبر.

وأطلقت كارثة محطة السكك الحديد شرارة احتجاجات بعد مرارة تعود لأعوام طويلة لدى الصرب بشأن شبهات الفساد والإشراف المتراخي على مشاريع البناء.

ومع مرور أسابيع، أصبحت هذه الحركة إحدى أهم الحركات في التاريخ الحديث في صربيا، مع تظاهرات يومية. 

لكن التجمعات شهدت توتراً اذ اتهمت الحكومة المتظاهرين بتقاضي المال من وكالات أجنبية، والتخطيط لأعمال عنف، لاسيما خلال هذه التظاهرة في العاصمة.