هذا الفيديو لا يُظهر قصفاً إسرائيلياً على ريف دمشق بل على ضاحية بيروت عام 2024

عقب شنّ سلاح الجوّ الإسرائيلي ليل الأربعاء غارات قرب مدينة الكسوة في ريف دمشق، نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو ادّعت أنه يُصوّر انفجاراً ناجماً عن هذا القصف. لكن هذا الادّعاء غير صحيح، فالفيديو يُصوّر قصفاً إسرائيلياً على الضاحية الجنوبية لبيروت عام 2024.

يُظهر الفيديو المُصوّر ليلاً حريقاً كبيراً بين مبان.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الصورة التُقطت أثناء القصف الإسرائيلي على ريف دمشق مساء الأربعاء.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 28 آب/أغسطس 2025 من موقع فيسبوك

يأتي انتشار الفيديو بهذا السياق بعد وقت وجيز على الغارات الإسرائيليّة على ريف دمشق مساء الأربعاء.

وتحدّث مصدر في وزارة الدفاع عن "ثلاث غارات (..) مع سماع أصوات طيران حربي في أجواء" منطقة تل مانع بالكسوة بالقرب من حرجلة بريف دمشق التي كانت "سابقاً نقطة عسكرية فيها صواريخ سكود".

بعد ذلك، أفاد الإعلام السوريّ عن تنفيذ الجيش الإسرئيليّ إنزالاً في المنطقة.

قبل ذلك بيوم، شّن سلاح الجوّ الإسرائيلي غارات هناك أيضاً، وفقاً للإعلام السوريّ الرسميّ، أسفرت إحداها عن مقتل ثلاثة جنود سوريين.

وفي حين لم تؤكد إسرائيل تنفيذ قواتها هذا الإنزال، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس  الخميس إن قواته تعمل "في جميع ميادين القتال ليل نهار، من أجل أمن إسرائيل".

ولم تعلق القوات الإسرائيلية على المسألة رداً على أسئلة وكالة فرانس برس.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر حكومي قوله إن قوات سورية عثرت في موقع جبل المانع (قرب الكسوة) الثلاثاء "على أجهزة مراقبة وتنصّت"، مضيفاً أنه "أثناء محاولة التعامل معها، تعرّض الموقع لهجوم إسرائيلي جوي أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء وإصابات وتدمير آليات".

حقيقة الفيديو

لكن الفيديو المتداول لا علاقة له بهذا الهجوم.

فالتفتيش على محرّكات البحث عن مشاهد ثابتة منه يُظهر أنّه منشور في العام 2024، ما ينفي ما قيل عنه على مواقع التواصل.

ونشرت الفيديو وسائل إعلام لبنانيّة. وهو مصوّر في الثالث والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر 2024 أثناء غارة إسرائيليّة على منطقة الليلكي في الضاحية الجنوبية لبيروت. (أرشيف). ويمكن ملاحظة أن ناشري الفيديو في السياق المضلّل اعتمدوا تكبير الصورة بحيث اختفت علامة تلفزيون الجديد اللبناني وظلّ ظاهراً منها طرف من حرف الدال فقط.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة من فيديو نشرته قناة الجديد في تشرين الأول/أكتوبر 2024
Image
صورة ملتقطة من الشاشة للادّعاء المتداول على مواقع التواصل

وفي تلك الليلة، شنّ الطيران الإسرائيلي 17 غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث تمّت تسوية ستة مباني بالأرض واستهدفت مكتباً فارغاً تابعاً لقناة الميادين الموالية لإيران، بحسب وسائل إعلام لبنانيّة رسميّة.

وأظهرت لقطات بثّتها وكالة فرانس برس انفجاراً هائلاً تلته انفجارات أصغر في الضاحية الجنوبية بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات بإخلاء مناطق محددة، وتتشابه عناصر المشهد فيها أيضاً مع الفيديو المتداول.

وجاءت تلك الغارات في سياق حملة قصف متواصلة على مناطق واسعة من لبنان قالت إسرائيل إنها تستهدف بنى تحتيّة ومنشآت تابعة لحزب الله.

وصعّدت إسرائيل منذ 23 أيلول/سبتمبر من ذاك العام غاراتها الجوية على معاقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب البلاد وشرقها، ثم بدأت نهاية الشهر ذاته عمليات توغل بري جنوباً، قبل التوّصل لوقف إطلاق نار في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا