هذا الفيديو ليس لمهاجرين إلى المغرب بل مصوّر في بوركينا فاسو

في ظلّ الجدل حول ملف اللجوء والهجرة  في المغرب، تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قيل إنّه  يصوّر هروب مهاجرين أفارقة من بلدان مجاورة نحو المغرب حديثاً. إلا أنّ الادعاء خطأ، فالفيديو يوثّق في الحقيقة هروب سكان قرية في بوركينا فاسو عام 2021 بعد هجوم شنّه مسلّحون أسفر عن سقوط عشرات القتلى.

يصوّر الفيديو ما يبدو أنه نزوح جماعي في منطقة صحراوية. وقال ناشرو الفيديو إنه "لهروب جماعي لأفارقة من جنوب الصحراء من تونس وموريتانيا نحو المغرب بعد إصدار قرار ترحيلهم…"

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 27/08/2025 عن موقع فيسبوك

حصد الفيديو آلاف التفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي في ظلّ الجدل حول ملف اللجوء والهجرة في المغرب وتصاعد لخطاب الكراهية تجاه الأجانب على مواقع التواصل الاجتماعي بحسب حقوقيين. (أرشيف).

إلا أنّ الفيديو لا يصوّر دخول مهاجرين "أفارقة إلى المغرب" كما ادعت المنشورات.

هرب من قرية في بوركينا فاسو

فالتفتيش عن مشاهد ثابتة منه يظهر أنّه منشور في الثامن من حزيران/يونيو 2021 على صفحة SAIDA International e.V على فيسبوك، وهي منظمة خيريّة مقرّها ألمانيا. (أرشيف)

وأرفق الفيديو بتعليق جاء فيه "يهربون في بلادهم". ويضيف "وكأن سكان بوركينو فاسو إحدى أفقر دول العالم، لم تكفهم الهموم، فهم الآن مجبرون على ترك مقتنياتهم والهرب من العصابات الإجراميّة".

فآنذاك وفي ليل الرابع إلى الخامس من حزيران/يونيو، قُتل أكثر من مئة مدني ونزح الآلاف من بلدة سولهان في شمال بوركينا فاسو في هجوم هو الأكثر دموية في البلاد منذ بدء أعمال العنف الجهادية عام 2015، وفق ما أفادت مصادر أمنية ومحلية. (أرشيف)

وبحسب مصدر أمني حدث الهجوم"حين شنّ مسلّحون عملية دامية في سولهان، في إقليم ياغا" في شمال البلاد. وأكّدت الحكومة وقوع الهجوم وحصيلة القتلى.

ونشر موقع إعلامي في بوركينا فاسو في اليوم نفسه نسخة أطول من الفيديو عبر موقع يوتيوب. (أرشيف)

وبحسب صحافيي فرانس برس في عاصمة البلاد واغادوغو فإنّ اللغة المسموعة في الفيديو ترجّح أن يكون قد صوّر في بوركينا فاسو.

ويُسمع شخص يقول "تمهّلوا، لا تركضوا" في لغة المور التي ينطق بها السكان في مناطق واسعة في بوركينا فاسو.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن ملاحظة بعض الأشخاص في الفيديو يعتمرون قبعات تقليديّة تعتبر رمزاً في ثقافة السكان في بوركينا فاسو. (أرشيف)

Image
صورتان ملتقطتان من الشاشة مع إضافة علامات على القبعات

أما الشارة الموجودة على القبعة فهي نفسها الظاهرة في صور نشرتها وزارة التجارة والصناعة والحرف في البلاد خلال حفل كُشف فيه عن هذه الشارة التي تقرّر اعتمادها على القبعات التقليدية في البلاد (أرشيف)

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا