هذا الفيديو مصوّر في اليابان قبل سنوات ولا علاقة له بفيضانات باكستان الأخيرة

جرفت فيضانات وسيول موحلة قرى بأكملها وأودت بحياة المئات في باكستان منتصف شهر آب/أغسطس الحاليّ واستمرّت عمليات البحث عن مفقودين لأيام. في هذا السياق، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لهذه الفيضانات. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة يصوّر فيضانات في اليابان عام 2021. 

يظهر الفيديو سيولاً موحلة تنهمر من منحدرٍ وتجرف سيارات وعواميد كهرباء. وجاء في التعليق المرافق أنّ الفيديو يعود للفيضانات التي ضربت باكستان أخيراً. 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 25 آب/أغسطس 2025 عن موقع فيسبوك

وأدّت الأمطار الغزيرة التي بدأت تتساقط في 14 آب/أغسطس 2025 إلى فيضانات وارتفاع منسوب المياه، وسيول وحليّة جرفت قرى بأكملها واحتجزت العديد من السكان بين الأنقاض في شمال البلاد الجبلي.

وعمل عناصر الإنقاذ والسكان على انتشال عشرات الجثث العالقة تحت الأنقاض حيث قضى خلال أسبوع نحو 400 شخص 350 منهم في إقليم خيبر بختونخوا الجبلي المحاذي لأفغانستان، وقضى الآخرون في شمال البلاد.

وسجّلت  سيول وحليّة وانزلاقات تربة وفيضانات مباغتة في محافظات باتاغرام وبونر المجاورتين إلى الشمال وباجور ولوير دير إلى الغرب.

وتحمل الأمطار الموسمية في جنوب آسيا حوالي ثلاثة أرباع كمية الأمطار السنوية، وهي ضرورية للزراعة والأمن الغذائي لكنها تجلب الدمار أيضا.

والفيضانات وانزلاقات الأتربة أمر شائع خلال موسم الأمطار الذي يبدأ عادة في حزيران/يونيو ويستمر حتى نهاية أيلول/سبتمبر.

فيديو من اليابان 

إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بفيضانات باكستان. 

إذ أظهر التفتيش عنه أنّه منشور في وسائل إعلام يابانيّة قبل سنوات. 

وجاء في التعليقات المرافقة له أنّه يظهر فيضانات في بلدة أتامي اليابانيّة في الثالث من تمّوز/يوليو 2021. (أرشيف

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 25 آب/أغسطس 2025 عن موقع يوتيوب

على ضوء ذلك، يمكن تحديد مكان تصوير الفيديو في اليابان من خلال خدمة خرائط غوغل في أتامي التي تقع على بعد 90 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة طوكيو. 

وآنذاك تسبّبت أمطار غزيرة بانزلاقات أرضية في منتجع أتامي البحري، ما أسفر عن نحو ثلاثين قتيلاً ومفقوداً.

وتضرر ما يقرب من 130 منزلاً ومبنى عندما اجتاح سيل من الوحول جزءًا من البلدة إثر أيام من تساقط أمطار غزيرة دمرت المنازل الواقعة على سفوح التلال وحولت المناطق السكنية إلى مستنقعات.

وانتشر الفيديو بصيغته المضلّلة بلغات عدّة حول العالم، وأصدرت خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس في باكستان تقريراً عنه.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا