هذا الفيديو يظهر مسيّرة أميركيّة مصمّمة لأهداف زراعيّة ولا علاقة له بحرائق الساحل السوري

تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ولا سيّما السوريّة منها، مقطع فيديو لمسيّرة تطلق لهب نار مع الادعاء بأنّه يظهر لحظة "افتعال الحرائق" التي التهمت الساحل السوري في تموز/يوليو 2025. إلا أنّ الادعاء خطأ، فالفيديو المنشور عام 2019 يصوّر في الحقيقة مسيّرة ترمي لهباً صمّمتها شركة أميركيّة تُستخدم في مجالات متعدّدة من بينها مكافحة الحرائق.

يصوّر الفيديو مسيّرة تتصاعد منها ألسنة ناريّة في ما يبدو أنها غابة. وعلّق مشاركو الفيديو بالقول "هكذا يشعل الجولاني وعصاباتة جبال الساحل السوري بالتعاون مع مشغليه وأسياده في الخارج".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 21/08/2025 عن موقع فيسبوك

وكانت الحرائق الضخمة قد اجتاحت غابات ومناطق حرجية في سوريا وتركيا مطلع تموز/يوليو الفائت بالتزامن مع موجة حرّ ضربت المنطقة. وتسبّبت الحرائق بخسائر مادية وبشرية كبيرة، وسط صعوبات في عمليات الإخماد بسبب وجود ألغام من مخلفات الحرب ووعورة التضاريس وضعف الإمكانيات والموارد.

وبحسب التقديرات الأولية فإن الحرائق "حوّلت نحو 100 كيلومتر مربع من الغابات والأراضي الزراعية إلى رماد، أي ما يعادل أكثر من ثلاثة في المئة من مجمل الغطاء الحرجي في سوريا". 

وامتدت سلسلة الحرائق التي اندلعت في ريف اللاذقية الشمالي إلى مناطق مأهولة ما أجبر السلطات على إخلاء بعض البلدات والقرى المحاذية للمناطق المشتعلة، من دون تسجيل ضحايا بشرية بين صفوف المدنيين أو فرق الإطفاء.

فيديو لمسيّرة تخمد الحرائق

إلا أنّ الفيديو لا يصوّر مسيّرة تشعل حرائق في مناطق الساحل السوري.

فالتفتيش عن مشاهد ثابتة من الفيديو يرشد إليه منشوراً عام 2019  في موقع شركة أميركيّة تصمّم هذا النوع من المسيرات لأهداف زراعيّة مثل مكافحة الآفات الحشرية بالإضافة إلى مكافحة الحرائق. (أرشيف 1،2).

وتستطيع هذه المسيرات الوصول بسرعة وسهولة إلى مناطق نائية وتأدية مهمتها بدقّة عالية.

كما تحدّثت تقارير إخبارية أميركيّة عن هذه المسيرة وعن أهدافها. (أرشيف)

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا