هذا الفيديو يصوّر تظاهرة في اليمن وليس في ليبيا

تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو ادّعى ناشروه أنه يصوّر تظاهرة معارضة لحكومة الوفاق الليبيّة في الأيام الماضية في طرابلس. صحيح أن العاصمة الليبيّة شهدت أخيراً تظاهرات احتجاجيّة، لكن هذا الفيديو تحديداً مصوّر في اليمن، أما الصوت المسموع فيه فهو مركّب.

يظهر في الفيديو عدد من النساء بعباءات سوداء. وتُسمع فيه هتافات.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الفيديو يصوّر تظاهرة حديثة على طريق المطار في طرابلس.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 26 أيار/مايو 20205 من موقع فيسبوك

ويأتي انتشار الفيديو بهذا السياق بعد خروج تظاهرات حاشدة طالبت برحيل حكومة الوحدة الوطنيّة برئاسة عبد الحميد الدبيبة التي تعترف بها الأمم المتحدة، بسبب القتال الدامي الذي شهدته العاصمة منتصف الشهر الجاري.

فقد شهدت طرابلس في الفترة من 12 إلى 15 أيار/مايو اشتباكات عنيفة بين جماعات مسلحة وقوات موالية للحكومة بعد أن قررت حكومة الوحدة الوطنية تفكيك "جميع الميليشيات" التي تسيطر على المدينة، والتي أصبحت بحسب المسؤولين "أقوى من الدولة".

و أسفرت المعارك عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل.

واحتجاجاً على طريقة تعامل حكومة الوحدة الوطنية مع هذه الأزمة، خرج الآلاف في تظاهرات احتجاجيّة طالبت برحيلها، فيما خرجت تظاهرات أخرى دعماً لها.

في هذا السياق، نُشر هذا الفيديو الذي قيل إنّه لتظاهرة نسائية في الطريق المؤدّي إلى مطار طرابلس.

لكن هذا الادّعاء غير صحيح.

فيديو من اليمن

أرشد التفتيش عن مشاهد من الفيديو المتداول إلى فيديوهات أخرى ذكرت أن هذه التظاهرة جرت في مدينة عدن اليمنيّة، وتحديداً في منطقة خور مكسر في ساحة العروض. (أرشيف).

وأرشد البحث على موقع يوتيوب باستخدام اسم هذه المنطقة من مدينة عدن إلى فيديوهات نشرتها وسائل إعلام عربيّة من المكان نفسه في 11 أيار/مايو الجاري. (أرشيف).

وبحسب صحافيي وكالة فرانس برس في اليمن، شهدت عدن في ذلك الوقت تظاهرات نسائيّة احتجاجاً على تردّي الحقوق الأساسيّة كالتعليم والمياه والكهرباء، إضافة إلى ارتفاع الأسعار. وقد نقلت وسائل إعلام محليّة وعربيّة أخبار الاحتجاجات. (أرشيف 1- 2).

وتمكّن صحافيو خدمة تقصّي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس من تحديد مكان التظاهرة في مدينة عدن.

Image
Image

الصوت في الفيديو

أما الصوت المسموع في الفيديو فهو يعود لهتافات قيلت في السنوات الماضية في ليبيا، وهي تعبّر عن احتجاج على تسليم السلطات الليبيّة في كانون الأول/ديسمبر 2022 أحد المطلوبين في قضيّة لوكربي الشهيرة إلى واشنطن، واسمه أبو عجيلة مسعود.

ويقول الهتاف "قولوا قولوا للمنقوشة (وزيرة الخارجية آنذاك نجلاء المنقوش) أبو عجيلة رفعوه من حوشه" أي أخذوه من بيته.

وأمكن لصحافي خدمة تقصّي صحّة الأخبار العثور على الفيديو الأصليّ الذي رّكب صوته فوق صوت الفيديو المتداول. وهو منشور في كانون الأول/ديسمبر 2022. (أرشيف).

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا