هذا الفيديو لا يُظهر جندياً باكستانياً يُسقط طائرة هنديّة في المواجهات الأخيرة بل هو منشور عام 2016 على أنّه من تركيا

أعلنت باكستان إسقاط خمس طائرات حربيّة وعشرات المسيّرات التابعة للجيش الهندي، في المواجهات التي اندلعت ليل الثلاثاء الأربعاء ووضعت البلدين النووين على شفير حرب. عقب ذلك، نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية فيديو قيل إنّه يُظهر جندياً باكستانياً يُسقط بصاروخ طائرة حربيّة هنديّة. لكن هذا الادّعاء غير صحيح والفيديو منشور عام 2016 على أنّه يُظهر مقاتلاً كُردياً يُسقط مروحيّة تركيّة.

يُصوّر الفيديو مقاتلاً يحمل على كتفه قاذف صواريخ، ثم يطلق النار فيصيب مروحيّة ويُسقطها.

وجاء في التعليقات المرافقة "لحظة إصابة مباشرة من رامٍ باكستاني لطائرة هندية".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في التاسع من أيار/مايو 2025 من موقع فيسبوك

ويثير التوتر بين الهند وباكستان اهتماماً واسعاً على مواقع التواصل في منطقة الشرق الأوسط، ويعبّر الكثيرون من المستخدمين عن تعاطفهم مع باكستان، ولاسيّما في ظلّ الاتهامات الموجّهة للحكومة القومية الهندوسيّة بتهميش المسلمين الهنود وإثارة النعرات.

ويأتي نشر الفيديو بهذا السياق عقب إعلان باكستان الأربعاء أنها أسقطت خمسة طائرات حربيّة هندية. وقد أكّد متحدّث عسكريّ هندي لوكالة فرانس برس بالفعل تحطّم ثلاث من مقاتلات جيشه لأسباب غير معروفة.

وأعلنت مصادر عسكريّة باكستانيّة لوكالة فرانس برس إسقاط 77 مسيّرة هنديّة الخميس.

في هذا السياق، نُشر هذا الفيديو الذي قيل إنّه يُظهر جندياً باكستانياً يُسقط طائرة هندية.

لكن هذا الادّعاء غير صحيح.

حقيقة الفيديو

فالتفتيش عن الفيديو على محرّكات البحث يُظهر أنّه منشور في العام 2016، ما ينفي ما قيل عنه على مواقع التواصل.

ونُشر الفيديو في 14 أيار/مايو من ذاك العام على وسائل إعلام كرديّة وإيرانيّة وغربيّة، على أنّه يُظهر مقاتلاً من حزب العمال الكردستاني يُسقط طائرة مروحيّة تركيّة في منطقة تشوكورجا في 13 أيار/مايو. (أرشيف 1 - 2 - 3).

Image
فيديو نشرته صحيفة واشنطن بوست في 14 أيار/مايو 2016

ويحمل الفيديو إشارة محطة تلفزيونية مقرّبة من حزب العمال الكردستاني، لكن لم يتسنّ العثور على تلك النسخة.

ويُسمع في الفيديو صوت يعدّ الأرقام من واحد إلى ستّة عشر باللغة الكرديّة، ثم يقول باللهجة الكرمنجيّة بعدما أصيبت الطائرة "سقطت، سقطت"، ثم يضيف "سلمت يدك"، وذلك بحسب ما أفاد صحافيو وكالة فرانس برس الناطقون بالكرديّة.

وفي اليوم نفسه، في 13 أيار/مايو 2016 أعلن الجيش التركي مقتل ستة جنود في مواجهات مع عناصر من العمال الكردستاني قرب قاعدة عسكرية في منطقة تشوكورجا واثنين آخرين في تحطم مروحية عسكرية كانت أرسلت إلى المكان في إطار التعزيزات، "لأسباب تقنيّة".

وتابع الجيش في بيان أن مقاتلات تركيّة ومروحيّات وطائرات بدون طيار أرسلت إلى المنطقة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا