هذه الصورة لا تُظهر حرائق في ميناء الحديدة في اليمن بعد القصف الأميركي الأخير بل هي منشورة قبل أشهر

أعلن الجيش الأميركي أن قواته دمّرت الخميس ميناء رأس عيسى النفطي في مُحافظة الحُديدة في إطار قطع الإمداد والتمويل عن المتمرّدين الحوثيين، فيما أعلن الحوثيون الجمعة ارتفاع حصيلة هذه الغارات إلى 74 قتيلا وأكثر من 170 مصاباً. في هذا السياق، نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قيل إنّها تُظهر النيران تشتعل في الميناء المُستهدف. لكن هذه الصورة سبق أن نشرت قبل أشهر عقب غارات إسرائيلية على المرفأ حينها.

تظُهر الصورة  حريقاً ودخاناً كثيفاً.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الصورة تُظهر "ميناء الحُديدة الآن". وظهرت هذه المنشورات ليل الخميس الجمعة، عقب قصف أميركي هو الأكثر دمويّة منذ إطلاق واشنطن حملتها ضدّ اليمن قبل أسابيع.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 18 نيسان/أبريل 2025 من موقع فيسبوك

وقال الجيش الأميركي الخميس إنّ قواته دمّرت ميناء رأس عيسى في إطار قطع الإمداد والتمويل عن المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران، والذين يسيطرون على مساحات واسعة من اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

وتأتي الغارات، الأخيرة في سلسلة ضربات قاتلة بدأت الشهر الماضي بأوامر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عشية استئناف واشنطن المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي في روما.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة المتمردين الحوثيين أنيس الأصبحي في بيان الجمعة "ارتفاع حصيلة استهداف العدو الأميركي لمنشأة رأس عيسى إلى 74 شهيداً و171 جريحاً في حصيلة غير نهائية". 

وجاءت الحملة الجوية الأميركية عقب تهديد الحوثيين باستئناف هجماتهم ضد الملاحة الدولية بعدما قطعت إسرائيل كل الإمدادات عن غزة واستأنفت هجومها على القطاع الفلسطيني المُحاصر في آذار/مارس، منهية بذلك هدنة استمرت شهرين.

ومنذ 15 آذار/مارس، استأنف الحوثيون أيضا هجماتهم على السفن العسكرية الأميركية وإسرائيل، قائلين إن ذلك يأتي تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة.

وجاء في بيان للقيادة العسكرية المركزية الأميركية على منصة إكس أن "قوات أميركية تحرّكت للقضاء على هذا (المرفق الذي يشكل) مصدر وقود للإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران وحرمانهم من إيرادات غير مشروعة تموّل جهودهم لإرهاب المنطقة بأسرها منذ أكثر من عشر سنوات".

في هذا السياق، نشُرت هذه الصورة التي قيل إنّها التُقطت من الميناء المسُتهدف الخميس بعد الغارات الأخيرة.

لكن هذا الادّعاء غير صحيح.

حقيقة الصورة

فالتفتيش عن الصورة على محرّكات البحث يُظهر أنها منشورة قبل أشهر، ما ينفي أن تكون مصوّرة الخميس.

ونُشرت الصورة في تموز/يوليو من العام 2024 في وسائل إعلام عربيّة وغربيّة. وهي تُظهر الميناء هناك بعد تعرّضه لغارات إسرائيليّة. (أرشيف 1-2).

Image

ففي العشرين من تموز/يوليو 2024، أغارت مقاتلات إسرائيلية على أهداف للحوثيين في الميناء غداة تبنّيهم هجوماً بمسيّرة مفخّخة أوقع قتيلاً واحداً في تل أبيب.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يومها "النيران التي تندلع الآن في الحديدة يمكن رؤيتها في كل أنحاء الشرق الاوسط ودلالتها واضحة" مضيفاً "إن تجرّأوا على مهاجمتنا فالنتيجة ستكون هي نفسها".

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا