هذا الفيديو مصوّر في صربيا وليس لاحتجاجات في تركيا إثر توقيف رئيس بلدية إسطنبول

يظهر الفيديو المصوّر ليلاً تجمعاً ضخماً وسط ساحة وتُسمع خلاله هتافات. 

Image

صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 20 آذار/مارس 2025 عن موقع فيسبوك

وجاء في التعليق المرافق أنّ المشاهد تعود لـ"تظاهرة مليونيّة ضدّ إردوغان في إسطنبول". 

ويأتي انتشار هذا المقطع بعد توقيف الشرطة التركية الأربعاء رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، المعارض للرئيس رجب طيب إردوغان.

ويواجه رئيس بلدية اسطنبول الذي يتمتع بشعبية وحضور قوي، سلسلة من التحقيقات والقضايا وهو متهم الآن بـ"الفساد" و"مساعدة مجموعة إرهابية"، وفق ما أعلن وزير العدل التركي يلماز تونش.

واقتيد إمام أوغلو إلى مقر الشرطة الذي طُوّق بحواجز، قبل أيام من موعد تسميته رسمياً مرشح "حزب الشعب الجمهوري" المعارض لخوض السباق الرئاسي.  

وأمضى الرجل الذي يتولى منذ عام 2019 رئاسة بلدية إسطنبول البالغ عدد سكانها 16 مليون نسمة، يومه في مقر شرطة المدينة فيما تجمع مئات من أنصاره قرب المبنى.

مساء، ورغم البرد القارس، تجمع عدة آلاف أمام مبنى البلدية رافعين الأعلام التركية، وهتفوا "إردوغان ديكتاتور" و"إمام أوغلو، لست وحدك"، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.

كما أوقف مستشار رئيس البلدية ومسؤول محلي ورجال أعمال وصحافي بارز ومنتج أفلام بتهمة "الفساد".

وتهمة "الإرهاب" التي وجهت إلى سبعة مشتبه بهم، بينهم رئيس البلدية، تتعلق بارتباط مفترض مع حزب العمال الكردستاني المحظور، بحسب وزير العدل.

ومنع حاكم اسطنبول كل التجمعات والتظاهرات حتى الأحد، وأغلقت ساحة تقسيم الشهيرة في إسطنبول حيث عادة ما تجري الاحتجاجات. كما قيّدت السلطات الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

فيديو من صربيا

إلا أنّ الفيديو المتداول على أنّه لتظاهرات في إسطنبول هو مصوّر في الحقيقة في صربيا. 

فقد أرشد البحث عن لقطات من الفيديو إلى نسخٍ عدّة منه منشورة في صفحات صربيّة منها إخباريّة على مواقع التواصل الاجتماعي في 15 آذار/مارس 2025. (أرشيف 1-2)

وجاء في التعليقات المرافقة له أنّه لتظاهرة ضخمة في العاصمة الصربيّة. 

ويمكن مطابقة عناصر من الفيديو مع ساحة سلافيا في بلغراد كما تظهر في خدمة خرائط غوغل. 

Image

مقارنة بين لقطة من الفيديو (يسار) وصورة لساحة سلافيا في بلغراد من خدمة خرائط غوغل (يمين)

ويومذاك شهدت شوارع بلغراد تظاهرة تاريخيّة بعد سلسلة تحرّكات ضدّ الفساد قادها طلاّب قبل أشهر. (أرشيف) 

وخرج ما بين 275,000 إلى 325,000 شخص إلى الشوارع، وفقاً لتقديرات وكالة مستقلة لإحصاء أعداد المتظاهرين. وهو ما جعل من هذا التحرك أكبر تظاهرة منذ تولي الرئيس ألكسندر فوتشيتش السلطة قبل عقد من الزمان، وواحداً من أكبر التظاهرات في تاريخ صربيا الحديث.

وقد وزّعت وكالة فرانس برس مشاهد من هذه التظاهرة.