هذا الفيديو قديم ولا علاقة له بأعمال العنف الأخيرة في سوريا بل هو لضحايا قضوا في سجن صيدنايا

على وقع التصعيد الدامي الذي شهده الساحل السوري منذ الخميس، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زعم ناشروه أنّه يصوّر مقتل أفراد عائلة "سنيّة" على يد مسلحين موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد في مدينة اللاذقية. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة مصوّر قبل أشهر وهو يظهر عائلات تحاول التعرّف على أقارب لها قضوا في سجن صيدنايا السوري.

يصوّ الفيديو سيّدة وسط مجموعة من الناس تبكي وتصيح وهي تبحث بين جثث ممدّدة أرضاً

وعلّق ناشرو الفيديو بالقول "عائلة سنيّة تمّت تصفيتها بالكامل على يد فلول الأسد لأنّهم فقط يتحدّرون من إدلب" حيث كانت تتركّز في السنوات الماضية فصائل المعارضة التي أطاحت بحُكم الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر الماضي.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 11 آذار/مارس 2025 عن موقع إكس

حصد الفيديو تفاعلات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ انتشاره على وقع تصعيد دام شهده الساحل السوري منذ الخميس.

دورة عنف 

والاثنين، أعلنت السلطات السورية انتهاء العملية العسكرية في منطقة الساحل في غرب البلاد ضدّ مسلحين موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد، بعد تصعيد دامٍ راح ضحيته، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، نحو ألف مدني غالبيتهم الساحقة من الأقلية العلوية.

وفي ظل تقارير عن عمليات "إعدام" للمدنيين على يد قوات الأمن ومجموعات رديفة لها، تعهد الرئيس الانتقالي أحمد الشرع الأحد بمحاسبة المتورطين، وعدم السماح لأي "قوى خارجية" بجرّ سوريا إلى "الحرب الأهلية".

وتعدّ أعمال العنف التي شهدتها المنطقة الساحلية الأعنف منذ الإطاحة بالأسد.

وبدأ التوتر في السادس من آذار/مارس في قرية ذات غالبية علوية في ريف اللاذقية على خلفية توقيف قوات الأمن لمطلوب، ما لبث أن تطور إلى اشتباكات بعد إطلاق مسلحين علويين النار على القوات، وفق المرصد السوري الذي تحدّث لاحقا عن وقوع عمليات "إعدام" بحقّ المدنيين خصوصا من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد.

فيديو قديم 

إلا أنّ الفيديو المتداول لا شأن له بهذه التطورات.

فالتفتيش عنه، بواسطة اسم المصوّر الظاهر على الفيديو،  يرشد إليه منشوراً قبل أشهر، في الخامس عشر من كانون الأول/ديسمبر 2024،  في حساب صحافيّ سوريّ، ما ينفي أن يكون له أي علاقة بالأحداث الحاليّة. (أرشيف)

وأرفق الصحافيّ آنذاك الفيديو بتعليق قال فيه إنه يظهر عشرات العائلات السوريّة وهي "تحاول التعرّف على ذويهم وأبنائهم بعد تسليم حوالى 36 من جثامين المعتقلين معظمهم من سجن صيدنايا…".

@dayan.junpaz عشرات العوائل تحاول التعرف على ذويهم وأبنائهم بعد ان تم تسليم حوالي 36 جثمان من المعتقلين، معظمهم من سجن #صيدنايا لمشفى المجتهد في العاصمة #دمشق . #سوريا#العاصمة#دمشق#سوريا_بتجمعنا#dayan_junpaz#ديان_جنباز#illu♬ الصوت الأصلي - ديان جنباز

ويمكن ملاحظة لافتة في آخر الفيديو كتب عليها "مركز الطب الشرعي دمشق".

كما يمكن مقارنة مشاهد الفيديو بصور ومقاطع فيديو وزّعتها وكالة فرانس برس للحدث.

Image
مقارنة بين صورة وزذعتها فرانس برس وصورة ملتقطة من الشاشة من الفيديو المضلّل لنفس المكان
Image

 

وآنذاك، وبعد الإطاحة بحكم الأسد، خرج الآلاف من السجون، لكن مصير عشرات الآلاف بقي مجهولاً وكانت العائلات تبحث عن أي أثر لهم. 

وشكّلت السجون ومراكز الاعتقال في الساعات الأولى لوصول السلطة الجديدة إلى دمشق، وجهة لآلاف العائلات والصحافيين وسط حالة من الفوضى.

وفي مستشفى المجتهد في دمشق، حيث صوّر الفيديو المتداول، ملأ العشرات الباحة الخارجية والأروقة يسألون كلّ موظف أو طبيب عن مكان الجثث.

ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قضى نحو ستين ألف شخص تحت التعذيب أو بسبب ظروف الاحتجاز المريعة في السجون السورية، ودخل نصف مليون شخص سجون السلطة، منذ بداية الحرب، وفقا للمصدر ذاته.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا