هذه الصورة ليست لقصفٍ إسرائيليّ على سوريا بل لقصفٍ على قطاع غزّة عام 2021

أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه شنّ ليل الثلاثاء غارات جوية على مواقع عسكرية في جنوب سوريا بما في ذلك "مراكز قيادة ومواقع عديدة تحتوي على أسلحة". عقب ذلك، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة زعم ناشروها أنّها لإحدى هذه الغارات. إلا أنّ الصورة في الحقيقة تعود لقصفٍ إسرائيليّ على قطاع غزّة وقد التقطها مصوّر وكالة فرانس برس عام 2021. 

تظهر الصورة كتلة ناريّة تتصاعد نحو السماء ليلاً. وجاء في التعليق المرافق أنّها تعود لقصفٍ إسرائيليّ على مناطق في جنوب سوريا. 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 29 شباط/فبراير 2025 عن موقع فيسبوك

بدأ انتشار هذه الصورة بعد ساعات على إعلان الجيش الإسرائيلي ليل 25 شباط/فبراير 2025 أنّه شنّ غارات جويّة على مواقع عسكريّة في جنوب سوريا "تحتوي على أسلحة". 

من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط قتيلين على الأقلّ جراء "أربع ضربات إسرائيلية استهدفت مقراً لفرقة عسكرية في منطقة الكسوة جنوب غرب دمشق"، من دون أن يتمكن من تحديد إذا كانا مدنيّين أم عسكريين.

وطالت ضربات أخرى موقعين على الأقل في محافظة درعا (جنوب سوريا)، أحدهما تل الحارة الاستراتيجي الذي يعد أعلى نقطة في المحافظة ويشرف على مساحات واسعة من الجولان وشمال إسرائيل، وفق المرصد.

كما تعرّض موقع عسكري في بلدة إزرع لقصف إسرائيلي، وفق المصدر نفسه.

وحذّر الجيش الإسرائيلي في بيانه من أنّ "وجود قوات ومعدّات عسكرية في الجزء الجنوبي من سوريا يشكل تهديداً لمواطني إسرائيل"، لافتاً إلى أنّه "سيواصل العمل لإزالة أيّ تهديد لمواطني دولة إسرائيل".

وجاءت هذه الضربات بعد ساعات من خروج تظاهرات في مدن سورية عدة تنديداً بتصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قال فيها إنّ بلاده لن تسمح لقوات الإدارة الجديدة بالانتشار جنوب دمشق.

ومع إطاحة حكم بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024، انسحبت قواته بشكل فوضوي من مواقعها في جنوب البلاد، حتى قبل وصول الفصائل المسلّحة إلى دمشق.

وإثر ذلك، شنّت إسرائيل مئات الغارات على مواقع عسكرية شملت منشآت وقواعد بحرية وجوية، مبررة هذه الضربات بأنّ الهدف منها هو منع سقوط ترسانة الجيش السوري في أيدي قوات الإدارة الجديدة. 

حقيقة الصورة 

إلا أنّ الصورة لا علاقة لها بكلّ ذلك. 

فقد التقطها مصوّر وكالة فرانس برس في 17 نيسان/أبريل 2021 في رفح جنوب قطاع غزّة. 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 28 شباط/فبراير 2025 عن موقع فيسبوك

وتظهر الصورة انفجاراً إثر غارة إسرائيليّة على القطاع.

ويومذاك أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شنّ ضربات جوية ضد "أهداف إرهابية" في غزة رداً على إطلاق فلسطينيين قذيفة صاروخية من القطاع باتجاه جنوب إسرائيل للمرة الثانية في يومين.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي "رداً على إطلاق القذيفة الصاروخية من غزة نحو أراضينا، شنت طائراتنا قبل قليل غارات على سلسلة أهداف إرهابية حمساوية في غزة ومن بينها موقع تدريب وموقع للمضادات الأرضية قيد التطوير ومصنع لإنتاج الباطون لحفر الأنفاق وتخزين وسائل قتالية بالإضافة الى بنية تحتية لنفق إرهابي هجومي لحماس".

وذكرت مصادر أمنية فلسطينية وشهود أن الضربات استهدفت "موقعين للتدريب" في جنوب قطاع غزة وموقعاً آخر في وسط تلك المنطقة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا