هذا الفيديو قديم وليس لقصفٍ تركيّ حديث على شمال سوريا

في ظلّ تفجيرات ومعارك تشهدها مناطق في الشمال السوري بين القوات الكرديّة وفصائل موالية لتركيا، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لقصفٍ تركيّ على موقع تابع للقوات الكرديّة في محافظة حلب حديثاً. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة يعود للعام 2019. 

يظهر الفيديو المصوّر من الجوّ استهداف شاحنة أمام ما يبدو أنّه مدخل نفق.

وجاء في التعليق المرافق أن الفيديو يُظهر استهداف الطيران الحربي التركي "فتحة نفق" تابعة لقوات سوريا الديموقراطية (قسد) ذات الغالبية الكرديّة، في ريف مدينة منبج في الشمال السوري.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 4 شباط/فبراير 2025 عن موقع فيسبوك

ويأتي انتشار هذا المقطع في وقت تشهد فيه مناطق في الشمال السوري تفجيرات ومعارك بين القوات الكردية وفصائل موالية لتركيا منضوية في إطار "الجيش الوطني".

والاثنين قتل 20 شخصاً على الأقل في تفجير سيارة مفخخة في مدينة منبج في ريف حلب. وأشار الدفاع المدني الى أن الضحايا، وغالبيتهم من النساء وبينهم أطفال، هم من العاملين في المجال الزراعي كانوا على متن شاحنة صغيرة، صادف مرورها في المكان عند وقوع الانفجار.

وهذا التفجير هو الثاني من نوعه خلال أيام في المدينة التي سيطرت عليها أخيراً فصائل موالية لتركيا، إثر معارك ضد قوات سوريا الديموقراطية.

وانطلقت هذه المعارك تزامناً مع بدء فصائل معارضة تقودها هيئة تحرير الشام، هجوماً ضد القوات الحكومية انتهى بإسقاط الرئيس بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر.

وتتمسك السلطات الجديدة في سوريا بقيادة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، بحلّ الفصائل المسلحة ودمجها ضمن جيش جديد، بما فيها القوات الكردية التي تعتبرها تركيا "إرهابية".

فيديو قديم 

إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بالتفجيرات الأخيرة. 

فقد أرشد البحث عن لقطاتٍ منه إلى نسخٍ عدّة منشورة في مواقع إخباريّة تركيّة عام 2019. (أرشيف 1-2)  

ونشرت وكالة الأناضول التركيّة الفيديو بتاريخ  14 تشرين الأول/أكتوبر 2019 نقلاً عن وزارة الدفاع التركيّة. (أرشيف

وجاء في التفاصيل أنّ الفيديو يظهر تدمير مخزن أسلحة لقوات سوريا الديموقراطيّة شرقي الفرات ضمن عمليّة "نبع السلام". 

وفي تشرين الأول/أكتوبر 2019، اغتنمت تركيا إعلان واشنطن نيتها سحب قواتها من مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا، لتشنّ عملية جوية وبرية جديدة ضد المقاتلين الأكراد أطلقت عليها اسم "نبع السلام".

وسيطرت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها على شريط حدودي بطول 120 كيلومتراً وبعمق نحو 30 كلم يمتد بين مدينتي تل أبيض ورأس العين. 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا