الفيديو الذي ينتقد فيه ترامب المقاتلين الأكراد في سوريا قديم

يظهر في الفيديو دونالد ترامب وهو يقول "لن أدخل في حرب بين تركيا وسوريا، خصوصاً أن الأكراد ليسوا ملائكة".

وحصدت هذه المنشورات تداولاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي فيما تتّجه الأنظار إلى مصير المفاوضات بين الإدارة السوريّة الجديدة وقوات سوريا الديموقراطيّة.

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في الرابع من شباط/فبراير 2025 من موقع فيسبوك

ولا تزال قوات سوريا الديموقراطية التي يهيمن عليها الأكراد تسيطر على مناطق واسعة من شمال شرق سوريا وجزء من محافظة دير الزور (شرق)، وخصوصاً الضفة الشرقية لنهر الفرات، وهي مدعومة من الولايات المتحدة.

وتخضع هذه المناطق للإدارة الذاتية التي أنشأها الأكراد في بداية النزاع في سوريا بعد انسحاب القوات الحكومية آنذاك من جزء كبير منها.

وتعتبر تركيا، القريبة من السلطات الجديدة في دمشق، أن قوات سوريا الديموقراطية امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً مسلحاً ضدّها منذ الثمانينات.

وفي الأسبوع الماضي، أكد وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة أن السلطات الجديدة التي تعهدت حلّ الفصائل المسلحة ودمجها في إطار جيش موحد، تفاوض القوات الكردية، لكنها مستعدة للجوء إلى "القوة" إذا لزم الأمر.

وعقب الإطاحة بحُكم عائلة الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، أعلنت السلطات الجديدة التوصل لاتفاق مع "جميع الفصائل المسلحة" يهدف إلى حلّها ودمجها تحت مظلة وزارة الدفاع.

غير أن الاتفاق لا يشمل قوات سوريا الديموقراطية المعروفة اختصاراً باسم "قسد" وقال أبو قصرة في لقاء مع صحافيين في دمشق بينهم مراسل فرانس برس إن "باب التفاوض مع قسد في الوقت الحاضر قائم واذا اضطررنا للقوة سنكون جاهزين".

وأشار إلى أن "الرؤية غير واضحة في التفاوض مع قسد حتى اليوم".

حقيقة الفيديو

في هذا السياق، نُشر الفيديو الذي قيل إنّه يُظهر ترامب وهو ينتقد القوات الكرديّة في الأيام الماضية. لكن هذا الفيديو قديم.

فالتفتيش على محرّكات البحث عن عبارة "ترامب- الأكراد ليسوا ملائكة" يُرشد مباشرة إلى أخبار منشورة في العام 2019 في وسائل إعلام عربيّة وغربيّة. (أرشيف 1-2).

Image

إزاء ذلك، أرشد التعمّق بالتفتيش إلى الفيديو نفسه لترامب منشوراً في تشرين الأول/أكتوبر 2019.

وآنذاك، أعلنت واشنطن في 13 تشرين الأول/أكتوبر سحب نحو ألف جندي من سوريا بعد خمسة أيام من بدء الهجوم التركي على المقاتلين الأكراد. 

وعلى وقع انتقادات دولية كثيفة، قال الرئيس الأميركي وقتها "لقد ساعدنا الأكراد"، لكنّهم "ليسوا ملائكة"، مضيفاً "لم نقطع يوما تعهداً للأكراد بأننا سنبقى للأربع مئة سنة المقبلة لحمايتهم".