هذا الفيديو لا علاقة له بزلزال التيبت وهو في الحقيقة من زلزال هزّ النيبال عام 2015

شكّل الزلزال الذي هزّ منطقة التيبت في جبال الهيمالايا في جنوب غرب الصين الثلاثاء وشعرت به مناطق مجاورة مثل النيبال، مادة خصبة لمروجي الأخبار المضللة، فنّدها صحافيو خدمة تقصيّ صحة الأخبار في وكالة فرانس برس، آخرها فيديو قيل إنه يصوّر لحظة وقوع الزلزال. إلا أن الادعاء غير صحيح، فالفيديو قديم ويعود لزلزال في النيبال عام 2015.

يظهر في الفيديو الذي يبدو أنه ملتقط من كاميرا مراقبة، حركة طبيعية للسيارات، قبل أن تبدأ الكاميرا بالاهتزاز ويتجمّع الناس في وسط الساحة.

وجاء في التعليقات المرافقة "شاهد لحظة وقوع الزلزال المدمر بقوة 6.9 درجات في التيبت غرب الصين".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في الثامن من كانون الثاني/يناير 2025 من موقع فيسبوك

بدأ انتشار هذا الفيديو حاصداً مئات المشاركات على كل من فيسبوك وإنستغرام بعدما هزّ زلزال قويّ الثلاثاء منطقة التيبت في جبال الهيمالايا في جنوب غرب الصين، ما أدى إلى مقتل 126 شخصاً على الأقل وتسبّب في انهيار العديد من المباني، بينما شعرت به مناطق مجاورة مثل النيبال.

وأظهرت مقاطع فيديو بثّها التلفزيون الصيني "سي سي تي في"، منازل بيضاء على ارتفاعات عالية جدرانها مدمّرة وأسقفها منهارة، وحجارة متناثرة على الأرض، ومركبات ردمت تحت الطوب وزبائن في متجر يهربون وسط تساقط المنتجات عن الرفوف بسبب الزلزال.

ووصلت تردّدات الزلزال إلى النيبال المجاورة، إذ شعرت به العاصمة كاتماندو بشكل خاص، ومناطق واقعة حول نامشي ولوبوشي بالقرب من مخيّم قاعدة إيفرست.

وبلغت قوّته 6,8 درجات بحسب الوكالة الوطنية الصينية فيما أفاد المعهد الأميركي للدراسات الجيولوجية أن شدّته بلغت 7,1 درجات.

وقال مسؤول في منطقة نامشي في شمال شرق النيبال، "وقعت هزّة قوية، استيقظ الجميع ولا علم لنا بوقوع أضرار إلى الآن". 

وتقع الهيمالايا على الفجوة بين الصفائح التكتونية الهندية والأوراسية وتشهد نشاطاً زلزالياً منتظماً.

النيبال 2015

إلا أن الفيديو المتداول لا علاقة له بكل هذا.

فقد أرشد البحث بعد تقطيعه إلى مشاهد ثاتبة إليه منشوراً في مواقع إخبارية عدّة في العام 2015، ما ينفي أن يكون حديثاً. (أرشيف 1 -2)

وتمكن صحافيو خدمة تقصّي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس من تحديد مكان التقاط الفيديو المتداول على موقع غوغل للخرائط.

وفي 25 نيسان/أبريل 2015، أسفر زلزال بقوة 7,8 درجات عن مقتل حوالى تسعة آلاف شخص وإصابة أكثر من 22 ألفاً بجروح في النيبال، كما دمّر أكثر من 500 ألف مسكن.

وأدى الزلزال آنذاك الى اهتزاز اقتصاد ضعيف، وازداد الوضع تفاقماً من جراء إقدام متظاهرين على إقفال نقطة العبور الرئيسية على الحدود مع الهند، طوال بضعة أشهر، احتجاجاً على الدستور الجديد، فتضاءلت كميات المحروقات واختفت السلع الأساسية من الأسواق.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا