هذا الفيديو ليس لأوّل اجتماعٍ للحكومة السوريّة الانتقاليّة بل لشجارٍ بين معارضين قبل أشهر من إطاحة الأسد

كلّفت هيئة تحرير الشام التي قادت هجوم الإطاحة بحكم بشار الأسد في سوريا، محمد البشير بتولّي رئاسة الحكومة الانتقاليّة بعدما تولى قبل ذلك رئاسة "حكومة الإنقاذ" في إدلب معقل المعارضة في شمال البلاد. عقب ذلك، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو يزعم ناشروه أنّه لشجارٍ خلال أوّل اجتماعٍ لهذه الحكومة. إلا أن المشهد في الحقيقة يعود لعراكٍ خلال اجتماعٍ لقوى معارضة في شمال حلب قبل أشهر من سقوط النظام في دمشق. 

يظهر في الفيديو عراكٌ بين مجموعة من الأشخاص خلال لقاء وتبدو في الخلفيّة أعلامُ الثورة السوريّة. وجاء في التعليق الساخر المرافق "أول اجتماع للحكومة السورية الجديدة…اجتماع راقٍ يظهر معاني الثورة والحريّة". 

Image
صورة ملتقطة من الشاة بتاريخ 11 كانون الأول/ديسمبر 2024 عن موقع أكس

حصد الفيديو مئات المشاركات من صفحات عدّة على مواقع التواصل بعد أن كلّفت الثلاثاء هيئة تحرير الشام محمد البشير بتولّي رئاسة حكومة تصريف الأعمال.

وأتى تكليف البشير غداة لقاء بين قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، الذي تخلّى عن اسمه العسكريّ السابق أبو محمد الجولاني، ورئيس الحكومة السابق محمد الجلالي "لتنسيق انتقال السلطة".

وفي بيان نقله التلفزيون الرسمي، قال البشير المولود في العام 1983 في جبل الزاوية في محافظة إدلب، إنّ "القيادة العامة كلّفتنا بتسيير أعمال الحكومة الانتقالية حتى الأول من آذار/مارس".

فما حقيقة الفيديو؟ 

بعد تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث إلى نسخٍ منه منشورة في مواقع التواصل الاجتماعي في آب/أغسطس 2024 أي قبل أشهر من الهجوم الخاطف الذي شنّته فصائل المعارضة اعتباراً من 27 تشرين الثاني/نوفمبر وأطاح بنظام بشار الأسد. (أرشيف)

ويمكن العثور على لقطة من الفيديو على موقع المرصد السوري لحقوق الإنسان في العاشر من آب/أغسطس 2024. (أرشيف)

Image
صورة ملتقطة من الشاة بتاريخ 11 كانون الثاني/ديسمبر 2024 عن موقع المرصد السوري

وجاء في الخبر المرافق لها أنّها لعراكٍ بالأيدي بين وزير العدل في "الحكومة السورية المؤقتة" ومحامين في جامعة غازي عنتاب في ريف حلب. 

وبحسب المرصد جاء هذا الإشكال على خلفيّة توتّر بين "الحكومة السورية المؤقتة" و"المحامين الأحرار"، الذين يتهمون الوزير بإحداث انقسامات داخل نقابة المحامين. 

وانبثقت هذه الحكومة عن قوى المعارضة السوريّة عام 2013، وهي مختلفة عن حكومة الإنقاذ التي سيتولّى أعضاؤها قيادة المرحلة الانتقاليّة. 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا