هذا الفيديو مصوّر قبل سنوات على أنه لقصف تركي على إدلب ولا شأن له بالتطورات السورية الأخيرة

مع إعلان وزارة الدفاع السورية التصدي لـ"هجوم كبير" في الشمال شنّته هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة مدعومة من تركيا منذ فجر الأربعاء، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قال ناشروه إنّه يصوّر عمليات تصدّي قوات النظام لهذا الهجوم في مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية. إلا أنّ الفيديو لا شأن له بهذا الهجوم بل هو مصوّر قبل سنوات على أنّه لقصف تركي على إدلب رداً على مقتل جنود أتراك.

يصوّر الفيديو قصفاً مكثّفاً ليلاً. وعلّق ناشروه بالقول إنّه لعمليات تصدي الجيش السوري في حلب للهجوم الذي بدأته هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها على مناطق سيطرة النظام في شمال البلاد.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 عن موقع فيسبوك

معارك شمالي سوريا 

يأتي انتشار هذا الفيديو بالتزامن مع إعلان وزارة الدفاع السورية التصدي لـ"هجوم كبير" في ريفي حلب (شمال) وإدلب (شمال غرب). 

وكانت هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها قطعت الطريق الدولي الذي يربط دمشق بحلب على وقع معارك أسفرت منذ الأربعاء، عن مقتل أكثر من 255 شخصاً، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتعدّ هذه المعارك "الأعنف" في المنطقة منذ سنوات.

ومع حلول يوم الجمعة، كانت الفصائل قد بسطت سيطرتها على أكثر من خمسين مدينة وقرية في الشمال، وفقاً للمصدر، في أكبر تقدم تحرزه المجموعات المسلحة المعارضة منذ سنوات. 

وتقدّم القوات الروسية دعماً عسكرياً للقوات السورية منذ عام 2015، وغالباً ما تنفذ غارات جويّة تستهدف مناطق سيطرة المسلحين في شمال غرب سوريا.

وشاركت طائرات سورية في قصف المنطقة إلى جانب الطيران الروسيّ، بحسب المرصد، وذلك للمرة الأولى منذ أعوام.

فيديو قديم

إلا أنّ الفيديو المتداول قديم ولا شأن له بكلّ هذه التطورات.

فالتفتيش عنه بعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، يرشد إليه منشوراً في شباط/فبراير 2020 ما ينفي أي صلة له بالأحداث الحاليّة. (أرشيف 1، 2، 3).

ونشر هذا الفيديو على مواقع إخباريّة تركيّة في الثالث من شباط/فبراير آنذاك، ضمن مقالات عن القصف الصاروخي التركي في محافظة إدلب شمال غرب سوريا رداً على مقتل أربعة عسكريين أتراك في قصف سوري في هذه المنطقة.

 

وآنذاك قصف الطيران والمدفعية التركيان مواقع للنظام السوري في شمال غرب سوريا رداً على قصف أودى بحياة أربعة جنود أتراك.

وأدى القصف إلى مقتل ستة جنود سوريين وإصابة أكثر من 20 آخرين  بجروح بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان في حين تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقتل بين 30 و35 جندياً سورياً في القصف التركي.

ويسري في إدلب ومحيطها منذ السادس من آذار/مارس 2020 وقف لإطلاق النار أعلنته كل من موسكو الداعمة لدمشق، وأنقرة الداعمة للفصائل المعارضة، وأعقب هجوما واسعا شنّته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر.

وكانت المنطقة تتعرض بين الحين والآخر لقصف متبادل تشنّه أطراف عدة، كما تتعرض لغارات من جانب دمشق وموسكو.

ومع صدور هذا التقرير بعد ظهر الجمعة، كانت قوات هيئة تحرير الشام والفصائل المعارضة المشاركة في هذا الهجوم، بلغت مشارف مدينة حلب.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا