هذا الفيديو لطالبات منقّبات ليس مصوّراً في ليبيا بل في سوريا

تزامناً مع الجدل الذي أثارته تصريحات وزير الداخلية الليبي المتعلّقة بسعيه فرض الحجاب على النساء في ليبيا قبل أيام، نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لطالبات منقّبات في مدرسة زاعمة أنه يُظهر بدء سريان قرار فرض الحجاب في المدارس الليبية. إلا أن الادّعاء خطأ والفيديو مصوّر في مدرسة قرآنية في مدينة إدلب في الشمال السوريّ.

يظهر في الفيديو فتيات تضعن نقاباً وأخريات بالحجاب في ساحة.

وعلّق الناشرون بالقول إن المشاهد مصوّرة في 14 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 عن موقع فيسبوك

وحقق هذا الفيديو أكثر من 20 ألف مشاركة وسبعة ملايين مشاهدة من هذه الصفحة وحدها أياماً قليلة بعد تصريحات لوزير الداخلية الليبي في حكومة الوحدة الوطنية عماد الطرابلسي بشأن سعيه لفرض الحجاب وتفعيل شرطة الآداب. (أرشيف)

ففي السادس من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، عُقد مؤتمر صحفي خصص لاستعراض وزير الداخلية الليبي مستجدات عمل لجنة معالجة أزمة الوقود والغاز، الذي قال فيه إنه سيتحدث مع وزير التعليم ورئيس الوزراء لفرض الحجاب رسمياً.

وأثارت هذه التصريحات جدلاً واسعاً في الأوساط الحقوقية الليبيّة، وكذلك أدانتها منظمة العفو الدولية وقالت إنها “تُعد (...) تصعيداً خطيراً في مستويات القمع الخانقة أصلاً في ليبيا بوجه الذين لا يمتثلون للمعايير الاجتماعية السائدة" (أرشيف 1، 2).

من جهة أخرى أشاد مستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي بتصريحات الطرابلسي ورأوا فيها إجراءات "للحدّ من الانحراف".

في هذا السياق لاقى هذا المنشور الذي يدّعي فرض الحجاب في المدارس الليبية انتشاراً واسعاً.

فيديو من سوريا

إلا أن الفيديو لا شأن له بليبيا.

فالتفتيش عنه بعد تقطيعه لمشاهد ثابتة يُرشد إليه منشوراً على حساب إنستغرام لشخص يُدعى رامي المحمد ويعرف نفسه على أنه مصور في إدلب شمال سوريا (أرشيف).

ونشر رامي الفيديو في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري وذكر أنه مصوّر في مدرسة في إدلب (شمال غرب سوريا) مع الإشارة إلى مؤسسة دار الوحي الشريف.

وفي تواصل مع وكالة فرانس برس، أكد رامي أنه هو من صوّر الفيديو في إحدى المدارس القرآنية التابعة لمؤسسة دار الوحي الشريف.

وقال رامي لوكالة فرانس برس "صورت الفيديو بتاريخ 12 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري في مدرسة الخنساء أم الشهداء في بلدة حزانو شمال إدلب".

ويرشد التفتيش عن اسم المدرسة إلى صفحتها على فيسبوك حيث نشرت مقطع الفيديو المتداول إضافة لمقاطع سابقة لأنشطة تظهر فيها الطالبات في نفس الساحة التي ظهرت في الفيديو المتداول (أرشيف).

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 عن موقع فيسبوك
Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 عن موقع فيسبوك

كما يمكن العثور على صفحة مؤسسة دار الوحي الشريف على فيسبوك حيث سبق أن نشرت صوراً لأنشطة مدرسة الخنساء أم الشهداء التابعة لها (ارشيف).

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا