هذه الصورة مُعدّلة ومنسوبة زوراً لوكالة "ناسا" بهدف التشكيك في صدقيّة الرحلات الفضائية

بعد أكثر من نصف قرن على هبوط أول رحلة مأهولة على سطح القمر، وما تلاها من بعثات غير مأهولة إلى أجرام أخرى مثل كوكب المريخ، ما زال البعض يشكّك في أن يكون الإنسان تمكّن فعلاً من غزو الفضاء. وما تزال شائعات تنتشر حول العالم تتحدث عن "تضليل" وكالات الفضاء و"خداع" العلماء، مثل الادعاء الزائف بأن المشاهد التي نشرتها وكالة الفضاء الأميركية من سطح المريخ خلال السنوات الماضية قد صُوّرت في صحراء الجزائر.

في العام 1969، داست قدما الإنسان على سطح القمر لأول مرّة في التاريخ، في خطوة غيّرت وجه العالم وفتحت آفاقاً واسعة في استكشاف الفضاء.

فقد هبطت في الرابع والعشرين من تموز/يوليو من ذاك العام مركبة فضائية على سطح القمر، أقرب الأجرام الصخريّة لكوكب الأرض، وترجّل منها الرائد الأميركي نيل أرمسترونغ وزرع علماً للولايات المتّحدة هناك، وسط دهشة العالم وحماسة الأوساط العلميّة.

ومع أن تلك الرحلة، وما تلاها من بعثات مأهولة وغير مأهولة للفضاء، لم تلق أي تشكيك ذي قيمة من أي وكالة فضاء أو وسط علميّ مرموق - بما فيها وكالات فضاء الدول المنافسة للولايات المتّحدة كالاتحاد السوفياتي آنذاك والصين - ما زال البعض يصرّون على تصديق أخبار خياليّة لا أصل لها، هدفها التشكيك بما تعلنه وكالة ناسا عن غزو الفضاء، سواء برحلات مأهولة أو غير مأهولة.

في هذا السياق، ظهرت في السنوات الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم منشورات تشكّك في الصور التي التقطتها مسبارات الوكالة الأميركية على سطح الكوكب الأحمر.

الصور المتداولة في المنشورات

ومن هذه المنشورات صورة مزدوجة قيل إن الجزء الأعلى منها وزّعته وكالة ناسا على أنّه مشهد من سطح المريخ يبدو فيه مسبار، وإن الجزء الأسفل منها يُظهر المشهد نفسه تماماً في صحراء في الجزائر حيث يُرى أشخاص في المكان، وهو ما يثبت - وفقاً لأصحاب المنشور - تضليل وكالة الفضاء الأميركيّة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في الخامس من تشرين الثاني/نوفبمر 2024 من موقع فيسبوك

وحصد هذا المنشور آلاف المشاركات وعشرات آلاف التفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي بلغات عدّة حول العالم، منها الإنكليزيّة والسلوفاكية والفرنسية.

حقيقة الصورة 

لكنّ هذه المشاهد لم توّزعها وكالة ناسا أصلاً.

فقد أظهر التفتيش عن الصورة التي يظهر فيها أشخاص يتجوّلون، أنها منشورة في العام 2020. ومكّن تحليل بيانات الصورة من معرفة أنّها مصوّرة بكاميرا "Canon 40D" في السادس من كانون الثاني/يناير من العام 2009، وأن مصوّرها يُدعى غريغوري روهارت، وهو رحالة ومصوّر. (أرشيف)

وقال غريغوي روهارت لصحافيي خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس إنّه هو فعلاً من التقط هذه الصورة في تدرارت في الصحراء الجزائريّة، قرب الحدود مع ليبيا.

وأضاف "أنا كمصوّر، لا أحب أن أرى صوري مستخدمة من دون موافقتي، ناهيك عن أن تكون مستخدمة في سياق مضلّل".

وقد وزّعت وكالة الفضاء الأميركية الكثير من الصور التي التقطتها مسباراتها على سطح المرّيخ. وكذلك وزّعت وكالة الفضاء الصينية صوراً من سطح المرّيخ التقطها مسبارها هناك عام 2021.  لكن ليس من بينها هذه الصورة المزعومة. (أرشيف 1 -2)

وقد عمد مروّجو الصورة المضلّلة إلى حذف الأشخاص الموجودين في صورة غريغوري روهارت وإضافة مركبة فضائيّة زاعمين زوراً أنّ وكالة ناسا نشرتها. 

Image

 

Image

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا