هذا الفيديو ليس "مُسرّباً" ولا يُظهر الرئيس الإيراني مع إسرائيليين بل مع رجال دين يهود معارضين لإسرائيل

في سياق التراشق على مواقع التواصل الاجتماعي بين المؤّيدين للسياسة الإيرانيّة في الشرق الأوسط والمعارضين لها، تداولت صفحات وحسابات معارضة للسياسة الإيرانيّة على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد قيل إنّها "مُسرّبة" تجمع الرئيس الإيرانيّ إبراهيم رئيسيّ مع رجال دين يهود، للإيحاء بوجود علاقات سريّة بين إيران وإسرائيل. لكن هذه المشاهد في الحقيقة لا تُظهر أشخاصاً إسرائيليين بل حاخامات معارضين لإسرائيل ومتضامنين مع الفلسطينيين.

يظهر في الفيديو المتداول الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وهو يستقبل من يبدو أنّهم رجال دين يهود.

وجاء في التعليقات المرافقة "فيديو مسرّب من الكواليس"، ما يوحي بأن هذه المشاهد تكشف علاقة خفيّة بين الجمهوريّة الإسلاميّة والدولة العبريّة.

وكُتب على الفيديو نصّ بالعربيّة، يوحي بأنه ترجمة، جاء فيه أن إيران لم تكن تقصد إيذاء إسرائيل في الضربة الأخيرة التي وجّهتها لها الأسبوع الماضي.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 22 نيسان/أبريل 2024 من موقع فيسبوك

وكثيراً ما تظهر مشاهد مماثلة على مواقع التواصل في مناسبات عدّة، ويأتي انتشارها الآن عقب شنّ إيران ليل 13-14 نيسان/أبريل هجوماً غير مسبوق على إسرائيل أطلقت فيه أكثر من 300 مقذوف بحمولة إجماليّة بلغت 85 طناً، قائلة إنّه ردّ على تدمير قنصليتها في دمشق في الأوّل من نيسان/أبريل في ضربة نُسبت لإسرائيل.

بعد أيام، نقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ إسرائيل شنّت ضربة على إيران ردّاً على الهجوم الإيراني غير المسبوق، فيما وصفت إيران تلك الضربة المنسوبة لإسرائيل بأنها "لعبة أطفال".

وفيما تثير هذه التطوّرات مخاوف من توسيع نطاق التوتّر في منطقة الشرق الأوسط في ظلّ الحرب المتواصلة في قطاع غزّة، ذهبت صفحات وحسابات على مواقع التواصل لوصف كلّ ما يجري بين إيران وإسرائيل بأنّه "مسرحيّة". وفي هذا السياق نُشرت المشاهد التي تُظهر الرئيس الإيرانيّ مع حاخامات.

حقيقة الفيديو

إلا أن ما قيل عن هذا الفيديو غير صحيح، والترجمة العربيّة المزعومة لا شأن لها بعبارات الترحيب العامّة المسموعة في الفيديو والتمييز بين اليهودية والصهيونية، وليس فيها ذكر للضربة الصاروخيّة الأخيرة.

أما الأشخاص الذين استقبلهم إبراهيم رئيسي، فهم ليسوا حاخامات إسرائيليين مثلما ادّعت أو أوحت المنشورات المضلّلة، بل هم يهود معارضون لإسرائيل ومعادون للصهيونية، ولذا تظهر الكوفية الفلسطينية على كتفي أحدهم.

وبخلاف ما ادّعته المنشورات من أن هذا الفيديو مسّرب، نُشر هذا الفيديو في الحقيقة في وسائل إعلام إيرانيّة منها وسائل إعلام رسميّة، وذلك في أيلول/سبتمبر 2023، أي قبل أشهر على الضربة الإيرانيّة لإسرائيل وقبل أسابيع من اندلاع الحرب الأخيرة في قطاع غزّة وما تلاها.

وتنشط مجموعات يهوديّة عدّة ضدّ إسرائيل منها حركة ناطوري كارتا اليهودية التي تُعادي إسرائيل لأسباب دينية.

وتُعدّ هذه الحركة من أكثر الحركات الدينية اليهودية المعروفة بمعاداتها للصهيونية ويقدر عدد أعضائها بالآلاف.

وفي العام 2014 حكمت محكمة إسرائيلية على إسحق بيرغل، العضو في حركة ناطوري كارتا، بالسجن أربع سنوات بسبب سعيه للتجسّس على إسرائيل لحساب إيران.

وسبق أن ظهر ادّعاء مشابه، تضمّن فيديو للرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد مع وفد من رجال دين يهود معارضين لإسرائيل، ادّى ناشروه على مواقع التواصل أنّهم حاخامات إسرائيليون، وقد أصدرت خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس تقريراً حول تلك المشاهد أيضاً.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا