المبنى المستهدف في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث قتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في الثاني من كانون الثاني/يناير 2024 ( AFP / Anwar AMRO)

الفيديو المتداول على أنه للضربة الإسرائيلية التي استهدفت مكتباً لحركة حماس في لبنان قديم

قُتل القيادي في حركة حماس صالح العاروري الثلاثاء في ضربة إسرائيلية استهدفت مكتباً للحركة في الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد 88 يوماً على بدء الحرب في قطاع غزة. بعد ذلك ببضع ساعات، انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ادعى ناشروه أنه يصوّر لحظة الاستهداف. إلا أن الادعاء غير صحيح، فهذا المقطع قديم.

يظهر في الفيديو المصوّر ليلاً مبنى من ثلاثة طوابق قبل أن يتعرض الطابق الثاني فيه لما يبدو أنه تفجير.

وجاء في التعليقات المرافقة "لحظة اغتيال العاروري في الضاحية الجنوبية" لبيروت.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في الثالث من كانون الثاني/يناير 2024 من موقع فيسبوك

حماس تعلن مقتل صالح العاروري بضربة إسرائيلية في لبنان

بدأ انتشار هذا الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي من فيسبوك ومنصة أكس، غداة مقتل صالح العاروري مع ستة آخرين، بينهم قياديان في الجناح العسكري لحماس، الثلاثاء في ضربة إسرائيلية استهدفت مكتباً للحركة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وفق ما ذكر مصدران أمنيان لبنانيان وحركة حماس، بعد 88 يوماً على بدء الحرب في قطاع غزة.

وكان العاروري نائباً لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأحد مؤسسي جناحها العسكري (كتائب عز الدين القسام) في الضفّة الغربيّة المحتلة التي يتحدر منها. واغتياله هو الأول الذي يطال قيادياً في حماس خارج الأراضي الفلسطينية منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

ولم تعلّق إسرائيل مباشرة على العملية. لكن الناطق باسم جيشها دانيال هاغاري قال في مؤتمر صحافي مساء الثلاثاء إن قواته "في حالة تأهب (...) دفاعاً وهجوماً. نحن على أهبة الاستعداد لكل السيناريوهات". وأضاف "أهمّ أمر نقوله الليلة هو أننا نركز على محاربة حماس ونواصل التركيز على ذلك"، من دون أن يتطرق بشكل مباشر الى مقتل العاروري في لبنان. 

ووقع مقتل العاروري في منطقة تعدّ معقلاً لحزب الله المرتبط بعلاقة وثيقة بحماس في إطار ما يعرف بـ"محور المقاومة" الذي تقوده إيران في الشرق الأوسط. 

وأتى قتل العاروري في وقت تشهد الحدود بين إسرائيل ولبنان منذ اندلاع حرب غزة، تبادلاً يومياً للقصف بين الحزب والجيش الإسرائيليّ ومخاوف وتهديدات من اتساعه إلى حرب شاملة.

وأكد حزب الله في بيان أن قتل العاروري يعد "تطوّراً خطيراً". وقال "نعتبر جريمة اغتيال الشيخ صالح العاروري ورفاقه الشهداء في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت اعتداءً خطيراً على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته... وتطوراً خطيراً في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة".

ما قصّة الفيديو؟

إلا أن الفيديو لا علاقة له بكل هذا.

فقد أكد صحافيو وكالة فرانس برس في بيروت الذين توجهوا إلى المكان بعد وقوع الضربة أن المبنى الظاهر في الفيديو المتداول مختلف عن المبنى المستهدف.

Image
صورة من الفيديو المتداول الذي قيل إنه يصوّر لحظة استهداف مكتب لحركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت
Image
صورة التقطها مصوّر وكالة فرانس برس للمبنى المستهدف في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الثلاثاء (AFP / ANWAR AMRO)

إلى ذلك، يُرشد التعمّق بالتفتيش عن مشاهد ثابتة من الفيديو المتداول إلى نسخة قديمة منه منشورة قبل شهرين في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر 2023 ما ينفي أن يكون مرتبطاً بما جرى في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الثلاثاء.

ونشرت وسائل إعلام عدّة الفيديو آنذاك مشيرة إلى أنه يصوّر لحظة تفجير الجيش الإسرائيلي منزل الأسير خالد خروشة في نابلس شمال الضفة الغربية.

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا