هذا الفيديو ليس لإسقاط حماس مروحيتين إسرائيليتين بل هو في الحقيقة مقتطع من لعبة فيديو

آلاف المشاركات والتعليقات حصدها فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ادعى ناشروه أنه لمروحيتين عسكريتين اثنتين أسقتطهما حركة حماس بعد بدئها عملية مباغتة السبت ضدّ إسرائيل. إلا أنّ الادعاء غير صحيح، فالفيديو في الحقيقة مجرّد مشهدٍ من لعبة ARMA 3 الإلكترونية.

يظهر الفيديو مروحيتين تحلّقان في الهواء قبل أن تتعرّضا لما يبدو أنه قصف وتسقطا.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023 من موقع فيسبوك

وجاء في التعليقات المرافقة "الرجال في فلسطين كأنّهم يصطادون العصافير"، مع وسم "طوفان الأقصى" للإشارة إلى اسم العملية التي أعلنت عن بدئها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس صباح السبت.

حرب جديدة بين إسرائيل وقطاع غزة

بدأ انتشار هذا الفيديو في هذه الصيغة حاصداً مئات المشاركات على فيسبوك ومنصة "أكس" بعد اندلاع حرب جديدة بين إسرائيل وقطاع غزة إثر عملية مباغتة نفّذتها حركة حماس التي أطلقت آلاف الصواريخ وتوغلت في أراضٍ إسرائيلية وأسرت إسرائيليين منذ فجر السبت.

وردّت إسرائيل بغارات جوية مكثفة على قطاع غزة الذي تسيطر عليه الحركة، مع تواصل الاشتباكات مع "مئات" المتسلّلين ليل السبت. وتوعد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بأن الجيش سيفعل كل ما يلزم لـ"القضاء على حماس".

وأسفرت المعارك عن "أكثر من 200 قتيل" و"أكثر من ألف جريح" في الجانب الإسرائيلي بحسب الجيش، فيما سقط في الجانب الفلسطيني "313 قتيلاً وأصيب 1990 بجروح متفاوتة" فيما أكّدت وزارة الصحة في رام الله أن من بين القتلى "20 طفلاً".

ويأتي هذا التصعيد في اليوم الأخير من عيد المظلات (سوكوت) في إسرائيل، وبعد خمسين عاماً على حرب أكتوبر 1973 التي قتل فيها 2600 إسرائيلي وبلغ عدد القتلى والمفقودين في الجانب العربي 9500 خلال ثلاثة أسابيع من القتال.

لعبة فيديو

إلا أن الفيديو المتداول لا علاقة له بكل ذلك، ويبدو أقرب إلى مشاهد الألعاب الإلكترونيّة.

على ضوء ذلك، أرشد التفتيش باستخدام كلمات مفتاح، إلى الفيديو منشوراً قبل أيّام من بدء الحرب بين قطاع غزة وإسرائيل على قناة في موقع يوتيوب متخصصة بنشر مقاطع من ألعابٍ إلكترونيّة.

وقد جاء في النص المرافق له أنّه يعود للعبة ARMA 3 وهي من ألعاب الفيديو العسكريّة التي تسمح للاعبين بتعديل عناصر اللّعبة من شخصيات وأماكن وسيناريوهات، لمحاكاة بعض العمليات الحربية.

وسبق أن استخدمت مشاهد عدّة من هذه اللعبة في سياقات مضلّلة على أنّها لمعارك عسكريّة حقيقيّة، كما أظهرت تقارير نشرتها خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس خلال السنوات الماضية.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا