هذا الفيديو الذي يصّور رجلاً يحاول إضرام النار في نفسه ليس جديداً بل مصوّر قبل سنوات

يُعاني المستهلكون في مصر من ارتفاع حادّ في أسعار المواد الغذائيّة والسّلع والخدمات الأساسيّة في ظلّ تضخّم قياسيّ وأزمة اقتصاديّة خانقة. في هذا السياق، تداول مستخدمون لمواقع التواصل في مصر فيديو قيل إنّه يُظهر مواطناً يُضرم النار في نفسه احتجاجاً على هذا الواقع المعيشي. لكن هذا الفيديو في الحقيقة مصوّر قبل سنوات.

يظهر في الفيديو المصوّر نهاراً في مكان عام، رجل يصرخ ويهاجم السلطات بلهجة مصريّة. ومما يقوله "مصر أفضل بلد في العالم، لكن المتحكّمين بها لصوص". قبل أن يضرم النار بنفسه.

وجاء في التعليقات المرافقة ما يوحي أو يقول صراحة إن الفيديو حديث.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 25 أيلول/سبتمبر 2023 من موقع فيسبوك

يأتي انتشار هذا الفيديو وسط ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائيّة في مصر، في ظلّ تضخّم سنويّ وصل إلى 39,7% في شهر آب/أغسطس، بحسب ما أظهرت أرقام جديدة.

وأفاد الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عن ارتفاع سنوي بنسبة 71,9 في المئة في أسعار المواد الغذائية، و15,2 في المئة في أسعار النقل، و23,6 في المئة في أسعار الملابس.

وشهدت مصر في الأشهر الأخيرة ارتفاعاً في التضخّم وانخفاضاً في قيمة الجنيه بنسبة 50 في المئة تقريباً.

وترزح هذه الدولة العربيّة الأكبر من حيث عدد السكّان (105 ملايين نسمة) - وهي أكبر مستورد للقمح في العالم - تحت وطأة الحرب بين أوكرانيا وروسيا، الموردَين الرئيسيَين لها في مجال الحبوب.

وتضخّمت ديونها في ظل المشاريع الضخمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، ودعم الدولة للعديد من المنتجات والسياسة النقدية لدعم الجنيه المصري.

في هذا السياق، ظهر هذا الفيديو الذي قيل إنّه يُظهر مواطناً مصريّاً يُضرم النار في نفسه في الأيام الماضية.

حقيقة الفيديو

لكن هذا الادّعاء غير صحيح، والفيديو قديم.

فالتفتيش على محرّكات البحث باستخدام كلمات مثل "مصري- يحرق نفسه - يضرم النار" يُظهر مباشرة أن الفيديو نفسه منشور قبل سنوات، ما ينفي أن يكون حديثاً مثلما ادّعت المنشورات.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 25 أيلول/سبتمبر 2023 من موقع يوتيوب

ونُشر الفيديو آنذاك على مواقع إخباريّة وأيضاً على مواقع التواصل الاجتماعي في تشرين الثاني/نوفمبر 2020.

وآنذاك، حاول مصري إضرام النار في نفسه قبل أن يجري إنقاذه في ميدان التحرير بالقاهرة، في احتجاج شخصيّ، بحسب ما افاد مصدر أمني وكالة فرانس برس في القاهرة.

وأقدم الرجل، واسمه محمد حسني، على صبّ البنزين على نفسه، فيما قام رجل آخر برفقته، بتصوير المشهد الذي ينتقد فيه الحكومة المصرية في ميدان التحرير مركز الثورة التي أطاحت الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في 2011.

لكن بعد فترة وجيزة من محاولته إشعال النار في نفسه، تدخّل مواطنون وعناصر أمن وأطفأوا ألسنة اللهب.

وأصيب الرجل بحروق طفيفة ونقل إلى أحد مستشفيات القاهرة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا