هذا الفيديو ليس لطرد السفير الفرنسيّ من النيجر بل لاحتجاجٍ ضدّ وزير سابق في الغابون

آلاف المشاركات على مواقع التواصل الاجتماعي حصدها فيديو زعم ناشروه أنّه يظهر طرد السفير الفرنسي من النيجر بالقوّة بعد رفض باريس مغادرته نيامي تلبية لطلب العسكريين الممسكين بالسلطة. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة يظهر خروج وزير البيئة الغابونيّ من مقرّ وزارته في العاصة ليبرفيل بعد تسليم مهامه لوزيرٍ جديد.

يظهر الفيديو عدداً من المحتجين أمام مبنى يخرج منه شخصٌ مدنيّ محاطاً بعسكريين يؤمنون وصوله نحو سيّارة تغادر المكان وسط صيحات باللغة الفرنسيّة يسمع منها كلمة "سارق".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 20 أيلول/سبتمبر عن موقع فيسبوك

وجاء في التعليق المرافق "طرد السفير الفرنسي من النيجر أثناء إخراجه بالقوة من السفارة التي كان معتصما بها".

فرنسا تتهم عسكريي النيجر بـ"احتجاز" سفيرها

حظي الفيديو بعشرات آلاف المشاركات من صفحات عدّة في مواقع التواصل الاجتماعي باللغات العربيّة والانكليزيّة والفرنسيّة، في ظلّ التوتّر الدبلوماسي بين فرنسا والنيجر.

وفي 15 أيلول/سبتمبر 2023، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن السفير الفرنسي في النيجر "يحتجزه" العسكريون الحاكمون، وأنه لا يتناول سوى "حصص غذائية عسكرية".

وقد أمر العسكريون في النيجر، الذين نفّذوا انقلابًا على نظام الرئيس محمد بازوم واستولوا على السلطة في 26 تموز/يوليو، السفير الفرنسي بمغادرة البلد نهاية آب/أغسطس، بعدما رفضت باريس الانصياع للمهلة التي طالبت برحيله.

ومذاك الحين، تستمر فرنسا في معارضة هذه المغادرة، معتبرة أن هذه الحكومة في النيجر لا تتمتّع بالشرعية للتقدّم بمثل هذا الطلب.

ولدى سؤاله عن احتمال عودة السفير إلى باريس، قال ماكرون "سأفعل ما سنتفق عليه مع الرئيس بازوم لأنه هو صاحب السلطة الشرعية وأنا أتحدّث معه كل يوم".

فيديو من الغابون

إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بالنيجر.

فقد أرشد البحث عن لقطات منه عبر محرّك غوغل أنّ المبنى الظاهر فيه يعود لمقرّ وزارة البيئة في الغابون كما تظهر لقطات المقارنة.

Image
مقارنة بين صورة لمبنى وزارة البيئة في الغابون عبر خرائط غوغل ولقطة من الفيديو

كما أظهر البحث أنّ المبنى المقابل الذي يظهر أيضاً في الفيديو يعود لوزارة البترول في ليبرفيل، ما يعني أنّ الفيديو مصوّر بالغابون ولا علاقة له بالنيجر.

Image
صورة ملتقطة من الشاشةفي 18 أيلول/سبتمبر 2023 عن موقع فيسبوك
Image
صورة ملتقطة من الشاشة لخدمة خرائط غوغل في 14 أيلول/سبتمبر 2023

 

 

ماذا حصل آنذاك؟

خلال البحث عن مقرّ الوزارة في الغابون، ظهرت مقالات إخباريّة عدّة تتحدّث عن تحقيقٍ مع وزير البيئة السابق لي وايت.

وتظهر الصور التي وزّعتها وكالة فرانس برس للوزير أنّه هو نفسه من يخرج برفقة العسكريين من مقرّ الوزارة.

Image
مقارنة بين صورة للوزير الغابوني وزّعتها فرانس برس في آذار/مارس 2023 ولقطة من الفيديو

كما يمكن العثور على الفيديو نفسه ومقاطع مصوّرة من زوايا أخرى منشورة منذ 13 أيلول/سبتمبر 2023 في مواقع إخباريّة تشير إلى أنّ موظّفي الوزارة أطلقوا صيحات استهجانٍ ضدّ الوزير السابق عند خروجه من مبنى الوزارة تسليم مهامه لوزير جديد.

وقد سبق للموظفين الإضراب احتجاجاً على إدارته منذ تسلّم الوزارة عام 2019.

ويعدّ لي وايت البريطانيّ الأصل (حصل على الجنسيّة الغابونيّة عام 2008) من المقرّبين للرئيس الغابونيّ المخلوع بانقلابٍ عسكريّ نهاية الشهر الماضي علي بونغو.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا