هذا الفيديو لمسيرة ضدّ رئيس الغابون علي بونغو مصوّر في باريس عام 2018

عقب تنفيذ عسكريين انقلاباً في الغابون على الرئيس المنتخب علي بونغو، نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زعمت أنّه يظهر احتجاجات هناك للمطالبة بعدم تدخّل ملك المغرب محمد السادس في شؤون بلادهم خلال الأحداث الجارية. إلا أن الادّعاء مضلّل، فالفيديو مصوّر في باريس ومنشور منذ سنة 2018.

يظهر في الفيديو مجموعة أشخاص يسيرون في شارع يحملون لافتات عليها صورة ملك المغرب محمد السادس والرئيس الغابوني علي بونغو ويردّدون شعارات باللغة الفرنسية.

وعلّق الناشرون بالقول "الشعب الغابوني يطالب بطرد ملك المغرب من إفريقيا".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 31 آب/أغسطس عن موقع فيسبوك

عسكريون في الغابون يعلنون "إنهاء النظام القائم"

وجاء انتشار هذا الفيديو عقب إعلان عسكريين الأربعاء "إنهاء النظام القائم" في الغابون بعيد إعلان النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية السبت التي كرّست فوز الرئيس علي بونغو بولاية ثالثة بحصوله على 64,27 % من الأصوات.

ودعا رئيس الغابون علي بونغو أونديمبا الذي وضع قيد الإقامة الجبرية بعد الانقلاب "جميع الأصدقاء" إلى "رفع أصواتهم" وذلك في مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان إنّ المملكة "تتابع عن كثب تطور الوضع في الجمهورية الغابونية".

كما أكدت أنّ "المغرب يثق في حكمة الأمّة الغابونية، وقواها الحيّة، ومؤسساتها الوطنية، للسير قدماً نحو أفق يتيح العمل من أجل المصلحة العليا للبلد، وصون المكتسبات التي تحقّقت والاستجابة لتطلّعات الشعب الغابوني الشقيق".

ويرتبط البلدان بعلاقات وثيقة حيث يعدّ الغابون من أهم حلفاء المغرب في القارة الإفريقية، خصوصاً وأنّ الملك محمد السادس تجمعه صداقة بالرئيس علي بونغو تعود إلى صباهما.

فما حقيقة الفيديو؟

لكن الفيديو الذي يُزعم أنه لاحتجاجات حديثة في الغابون ضد الملك محمد السادس مضلّل.

فتقطيعه لمشاهد ثابثة يرشد إلى صور منه منشورة على مدوناتٍ بتاريخ 8 كانون الثاني/يناير من سنة 2019 على أنه من "مظاهرات في باريس ضد تدخل الملك المغربي في شؤون الغابون" ما ينفي أن يكون حديثاً.

على ضوء ذلك، يرشد التعمّق بالبحث بالاستعانة بالشعارات التي تُسمع في الفيديو إلى النسخة نفسها منشورة في 30 كانون الأول/ديسمبر 2018 على موقع فيسبوك.

وقال ناشر الفيديو إن المقطع يُظهر جوانب من مسيرة انطلقت من ساحة تروكاديرو إلى سفارة الغابون في باريس لمساندة من اعتبروه يومها "الرئيس المنتخب" جان بينغ.

وكان جان بينغ، منافساً لعلي بونغو في رئاسيات 2016، وهو أعلن نفسه الرئيس المنتخب.

وفي العام 2018، دعا بينغ إلى التظاهر تزامناً مع غياب الرئيس علي بونغو بسبب أزمة صحيّة.

وآنذاك، اختار علي بونغو مدينة الرباط لقضاء فترة نقاهة بعد إصابته بجلطة دماغية.

واستُقبل يومها في المستشفى العسكري بالرباط قبل أن ينتقل إلى مقرّ سكني خاص، حيث زاره الملك محمد السادس. وعاد بعد إتمام فترة النقاهة إلى الغابون لمواصلة مهامه الرئاسية.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا