هذا الفيديو لا يُظهر عادة إفريقيّة للانتقام من الأموات بل تقليداً في أنغولا عندما يموت الشخص منتحراً

يظهر في الفيديو أشخاص متجمعين حول تابوت به شخص ميت، ليهُمّ بعضهم بضربه بغصن شجرة مع ترديد عبارات بلغة غير مفهومة.

وعلّق الناشرون على هذه المشاهد بالقول "الميت في إحدى قبائل إفريقيا، كلّ شخص يأخذ حقّه منه".

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 3 تموز/يوليو 2023 عن موقع فيسبوك

حقّق الفيديو أكثر من ستّة ملايين مشاهدة على فيسبوك، وجرى تداوله بشكل واسع على تويتر وتيك توك وسط استهجان عدد من المستخدمين لهذه العادة المزعومة.

لكنّ الفيديو لا يوثق مشاهد انتقاميّة من شخص ميت كعادة منتشرة في إفريقيا مثلما ادعت المنشورات المضلّلة.

فما حقيقته؟

يرشد التفتيش عن المقطع على محركات البحث إليه منشوراً على بعض الصفحات والمنصات الإخباريّة المحليّة مع التوضيح أن الشخص الذي يُضرب في الفيديو مات منتحراً.

على ضوء ذلك، أفاد مراسل وكالة فرانس برس في أنغولا بعد الاطلاع على الفيديو أنه مصوّر في محافظة هوامبو، ويُظهر عادةً خاصّة بمجموعة عرقيّة في المنطقة تقضي بضرب الميّت إن أقدم على الانتحار.

ما الذي يُسمع في الفيديو؟

من جهة أخرى، أوضح باتيستا لومبو، وهو صحافي في الإذاعة الوطنية في أنغولا لوكالة فرانس برس أن اللغة التي يتحدث بها الأشخاص في الفيديو هي أومبوندو، وهي أكثر اللغات الأصليّة انتشاراً في أنغولا.

كما أكد لومبو أيضاً أن ما يظهر في الفيديو هو عادة ضرب الشخص الذي مات منتحراً مرفقةً بعبارات كي لا يتكرر الفعل مرّة أخرى.

ومن بين العبارات التي رددها الأشخاص في الفيديو "لقد مرّ وقت طويل منذ أن اختبرنا هذه الأنواع من الأشياء هنا في القرية، اليوم، إن كان الأمر يتعلّق بأوثانك أو السحر الخاص بك، فقد أوقف في عائلتك ولا يمكن لأحد تقليده، ومصيرك هو الجحيم".

وفي عبارة واضحة عن طبيعة الفعل الذي استحق من أجله الضرب، قال أحدهم وهو يضرب الشخص الميّت "إن قتلت نفسك بسبب سحرك فاذهب إلى الجحيم وعسى ألا تنتشر هذه الروح في عائلتنا".

ويسود اعتقاد لدى هذه المجموعة العرقية أن الشخص يموت منتحراً بسبب علاقته بالشياطين والأرواح الشريرة التي قد تكون هي من دفعته للقيام بذلك.