فيديو الرئيس الصيني بالزيّ العسكريّ قديم ولا علاقة له بدعوته الأخيرة الجيش إلى تدريب على "قتال فعلي"

غداة دعوة الرئيس الصيني شي جينبينغ القوات المسلّحة إلى "تعزيز التدريب العسكري من أجل قتال فعلي" في ظلّ التوترات المتصاعدة في بحر الصين الجنوبي، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو ادعى ناشروه أنه يظهره مرتدياً الزيّ العسكريّ خلال الإدلاء بتصريحه. إلا أن الادعاء غير صحيح، فالفيديو قديم ولا علاقة له بالتطوّرات الأخيرة.

يظهر في الفيديو الرئيس الصيني بالزيّ العسكريّ مخاطباً قوّاته في ما يبدو أنّها تدريبات عسكريّة كبيرة.

وجاء في التعليقات المرافقة "الرئيس الصيني مخاطباً جيشه بالزيّ العسكري: "استعدوا للعمليات القتالية الحقيقية".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 14 نيسان/أبريل 2023 من موقع فيسبوك

شي يدعو الجيش إلى تعزيز التدريب من أجل "قتال فعلي"

بدأ انتشار الفيديو حاصداً مئات المشاركات والتعليقات على فيسبوك وتويتر غداة دعوة الرئيس الصيني في 12 نيسان/أبريل الحالي، القوات المسلّحة إلى تعزيز التدريب العسكري من أجل "قتال فعلي"، في ظلّ التوترات المتصاعدة حول تايوان.

واعتبرت بكين اللقاء الذي جرى الأسبوع الماضي بين رئيسة تايوان تساي إينغ وين ورئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي، بمثابة استفزاز. وردّاً على ذلك، نظّم الجيش الصيني تدريبات عسكرية استمرّت ثلاثة أيام شاركت فيها سفن حربية ومنصّات إطلاق صواريخ سريعة وطائرات مقاتلة.

وتعتبر الصين تايوان مقاطعة لم تنجح في إعادة توحيدها مع بقية أراضيها منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية في العام 1949.

فيديو قديم

إلا أن الفيديو لا علاقة له بكل هذه التطوّرات.

فقد أظهر التفتيش عبر محركات البحث أنه مقتطف من فيديوهات مدّتها أطول منشورة منذ سنوات، ما ينفي أن يكون حديثاً مثلما ادّعت المنشورات.

ونُشرت هذه المشاهد في 12 نيسان/أبريل 2018 على مواقع ووسائل إعلام صينية.

وآنذاك، تابع الرئيس الصيني تدريباً عسكرياً بحرياً ضخماً في بحر الصين الجنوبي شاركت فيه 48 بارجة و76 طائرة وأكثر من عشرة آلاف من عناصر البحرية الصينية، بحسب وسائل الاعلام.

وبثت قناة "سي سي تي في" الحكومية مشاهد للرئيس الصيني وهو يتناول وجبة مع عناصر البحرية أو يتابع إقلاع طائرات مطاردة انطلاقاً من حاملة الطائرات الصينية الوحيدة "لياونينغ".

وتزامن ذلك مع استعراض الولايات المتّحدة قوّتها في بحر الصين الجنوبي من خلال حاملة طائراتها التي كانت تبحر هناك آنذاك.

وتؤكد الصين سيادتها على العديد من الجزر والشعب المرجانية في المنطقة في مواجهة مطالب دول مجاورة (فيتنام والفيليبين وماليزيا وبروناي) تطالب هي أيضاً بالسيادة على بعضها، إضافة إلى اعتبارها تايوان جزءاً من أراضيها وعدم استبعادها استعادتها بالقوّة في حال أعلنت استقلالها.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا