هذا الفيديو لا يُظهر رجل دين سعودياً يعلن "الاعتراف" بالمذهب الشيعي

في ظلّ التقارب بين السعّودية وإيران بعد سنوات من القطيعة، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي ولتطبيق واتساب مقطع فيديو قيل إنّه يُظهر رجل دين سعودياً يُعلن "الاعتراف بالمذهب الشيعي"، لكن هذا المقطع مجتزأ من فيديو قديم يُهاجم ما يعتبرها مطالب للشيعة في السعودية.

يظهر في الفيديو من يبدو أنه رجل دين يقرأ نصاً أمامه مُعدّداً "الإقرار بالمذهب الشيعي، والإعلان عنه رسمياً في أجهزة الدولة، ووضع منهج دين موحّد…"، بما يوحي وكأنّه يتلو مقرّرات.

وجاء في التعليقات المرافقة "السعودية تعترف بالمذهب الشيعي"، أو "أخيراً المملكة العربية السعوديّة اعترفت رسمياً بالمذهب الشيعي".

Image

ويشكّل الشيعة، الذي يشكون التهميش منذ فترة طويلة، بين 10 إلى 15 بالمئة من سكان السعوديّة البالغ عددهم 33 مليون شخص. ويقول العديد منهم إنهم ضحية التنافس بين السعودية وإيران.

تقارب سعودي إيراني

ويأتي ظهور هذا الفيديو في ظلّ التقارب الحاصل بين الرياض وطهران بعد سنوات من القطيعة وعقود من العلاقات غير المستقرّة.

وقُطعت العلاقات بين البلدين في العام 2016، عقب إعدام السلطات السعوديّة رجل الدين المعارض نمر النمر ومهاجمة محتجّين إيرانيين البعثات الدبلوماسيّة السعودية في إيران.

وفي آذار/مارس الماضي، وقّع البلدان في بكين اتفاقاً لاستئناف العلاقات الدبلوماسيّة يتيح إعادة فتح سفارتَي البلدَين بحلول منتصف أيار/مايو وتنفيذ اتفاقيات التعاون الاقتصادي والأمني الموقعة منذ أكثر من 20 عامًا.

في هذا السياق، ظهرت هذه المنشورات التي تتحدّث عن "اعتراف سعوديّ بالمذهب الشيعي".

حقيقة الفيديو

لكن ما قيل عن الفيديو غير صحيح.

فهذا الفيديو في الحقيقة منشور قبل سنوات طويلة، ولا شأن له بالمستجدات الأخيرة بين الرياض وطهران، عدا عن أنه مجتزأ من فيديو أطول، سياقُه مختلف تماماً.

فالفيديو الأصليّ المتوفّر على موقع يوتيوب منذ ثماني سنوات، والمنشور على قناة الشيخ إبراهيم الزبيدي، يحمل عنوان "المخطّط الشيعي في بلاد الحرمين".

ولدى الاطّلاع على مضمون كلام الشيخ فيه، يمكن ملاحظة أنّه عدّد هذه النقاط على أنّها "مطالب شيعية يريدون تحقيقها في بلدنا (..) مثلما حققوها في بلاد مجاورة". ويمكن ملاحظة أنّه وضع هذه النقاط وغيرها ضمن ما يراه "مؤامرة" يحذّر منها، بخلاف ما يُفهم من كلامه المجتزأ في المقطع المتداول.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا