هاتان الصورتان لا تُظهران حالة هلع في الأراضي الفلسطينيّة بعد هزّة بل هما مصوّرتان قبل سنوات

بعد وقت قصير على وقوع هزّة أرضيّة بقوّة أربع درجات في منطقة البحر الميت منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء، وفي ما يعيش سكّان مناطق واسعة من الشرق الأوسط حالة قلق وترقّب على وقع هزّات أرضيّة متواصلة منذ يومين، نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورتين قالت إنهما تُظهران جموعاً من الناس في حالة هلع في شوارع في الأراضي الفلسطينيّة. لكن هاتين الصورتين في الحقيقة منشورتان قبل أكثر من خمس سنوات على أنهما من عشيّة عيد الفطر.

يظهر في الصورتين عدد غفير من الناس في شارع، في الليل.

وجاء في التعليقات المرافقة "الزلزال يضرب فلسطين، والجميع يهلع (يُهرع) إلى الشارع".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في الثامن من شباط/فبراير 2023 من موقع فيسبوك

حصدت الصورتان مئات المشاركات على مواقع التواصل من فيسبوك وإنستغرام وتويتر عقب نشرها بعيد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء، على إثر وقوع هزّة أرضيّة في منطقة البحر الميّت بقوة أربع درجات.

ويأتي ذلك فيما يتسمّر الكثير من سكّان الشرق الأوسط أمام شاشات التلفزيون أو شاشات الهواتف الذكيّة، لترقّب وقوع هزّات جديدة، على إثر الصدمة الناجمة عن الزلزال المدمّر الذي أودى بحياة الآلاف في تركيا والشمال السوري الاثنين.

ومنذ الاثنين، يشعر السكّان في مناطق واسعة من الشرق الأوسط بهزّات أرضيّة وهزّات ارتدادية بشكل مستمرّ.

في هذا السياق، نُشرت هاتان الصورتان وحصدتا عشرات آلاف التفاعلات على مواقع التواصل باللغة العربيّة.

حقيقة الصورتين

غير أن ما قيل عن الصورتين غير صحيح.

فالتفتيش عنهما على محرّكات البحث يُرشد إلى الصورة الأولى نفسها وصورة متطابقة مع الصورة الثانية، وهما منشورتان في العام 2017، ما ينفي أن تكونا ملتقطتين في الساعات الماضية.

ونُشرت الصورتان في 23 حزيران/يونيو 2017، على صفحة على موقع فيسبوك يقيم مشغّلوها في الأراضي الفلسطينية، وأرفقت بتعليق "نابلس الآن".

وأمكن لصحافيي فرانس برس العثور على مقطع فيديو نُشر على موقع يوتيوب في التاريخ نفسه، تظهر فيه مشاهد مشابهة لتلك الظاهرة في الصورتين المتداولتين.

ونُشر الفيديو آنذاك بعنوان "أجواء تحضيرات الناس لعيد الفطر السعيد في مدينة نابلس" في الضفّة الغربيّة المحتلّة، قبل يومين من عيد الفطر الذي احتفل به الفلسطينيون، والبلدان المحيطة بهم، في 25 حزيران/يونيو من ذاك العام.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا