الفيديو الذي قيل إنه يُصوّر اشتباكات بين الأمن ومتظاهرين في الأردن قديم

يُظهر الفيديو متظاهرين يرمون سيارات شرطة بالحجارة، أو يضرمون ناراً في وسط شارع.

وجاء في التعليق المرافق "اشتباكات عنيفة في العاصمة الأردنيّة عمّان بين قوات النظام والشعب".

وأرفق التعليق بوسم "عاجل" ما يوحي بأن الفيديو حديث التصوير.

وحصد هذا الفيديو آلاف المشاهدات على مواقع التواصل.

Image

ويأتي انتشار الفيديو بهذا السياق عقب تنفيذ إضرابات سلميّة في الغالب، في محافظات جنوب الأردن، احتجاجاً على ارتفاع أسعار المحروقات، بدأت بسائقي الشاحنات وانضمّ إليها سائقو سيّارات أجرة وحافلات عموميّة أحياناً، وصولاً إلى إغلاق الأسواق والمتاجر في معان والكرك (114 كيلومتراً جنوب عمّان) ومحافظة مادبا (35 كيلومتراً جنوب عمّان) تضامناً.

وفي الأسبوع الماضي، قُتل نائب مدير شرطة محافظة معان خلال التعامل مع "أعمال شغب" أثناء تحرّكات تشهدها المنطقة احتجاجاً على ارتفاع أسعار المحروقات، وفق ما أعلنت مديرية الأمن العام.

في هذا السياق، ظهر الفيديو المتداول الذي قيل إنه يصوّر اشتباكات حديثة بين متظاهرين وقوات الأمن في عمّان.

حقيقة الفيديو

لكن ما قيل عن الفيديو غير صحيح، فهو منشور على صفحات على مواقع التواصل وعلى موقع إخبارية منذ سنوات.

ويكفي كتابة "اشتباكات- الأردن - متظاهرين" للحصول على نسخ من الفيديو نفسه نُشرت قبل ثلاث سنوات على الأقلّ، ما يدحض أن تكون المشاهد فيه حديثة مثلما ادعّت المنشورات المضلّلة.

وبحسب المواقع الناشرة آنذاك، يُظهر الفيديو اشتباكاً بين المتظاهرين وقوات الأمن في مدينة الرمثا القريبة من الحدود مع سوريا.

هل صُوّر الفيديو حقاً في الرمثا؟

في الفيديو المتداول، يمكن ملاحظة متاجر أرشد البحث عن أسمائها مع إضافة اسم مدينة الرمثا على خرائط غوغل إلى الشارع نفسه الظاهر في أحد مشاهد الفيديو، إلا أن فرع المصرف الظاهر في خرائط غوغل لا يظهر في الفيديو لأن فرع المصرف افتُتح في العام 2020، أما الفيديو فمصوّر في العام 2019 على الأقلّ.

ولم يتسنّ لصحافيي فرانس برس التثبّت من تاريخ دقيق لتصوير هذا الفيديو (في العام 2019 أو قبل)، لكن بالتزامن مع تاريخ نشره على يوتيوب في آب/أغسطس 2019 شهدت مدينة الرمثا الشمالية احتجاجات بعد قرار للسلطات بتحديد كمية السجائر الممكن إدخالها إلى البلد عبر الحدود.