الفيديو المتداول على أنه لتظاهرة كبيرة في عمّان حديثاً مصوّر في الحقيقة قبل عشر سنوات

عقب الاحتجاجات على ارتفاع أسعار المحروقات التي شهدتها مناطق عدّة في الأردن في الآونة الأخيرة، ظهر على صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنه يوثّق لتظاهرات كبيرة في العاصمة عمّان تطالب برحيل الملك عبد الله. لكن هذا الفيديو مصوّر قبل عشر سنوات على الأقلّ.

يُظهر الفيديو ما يبدو أنها تظاهرة يشارك فيها الآلاف، وتسمع فيها هتافات احتجاجيّة.

وجاء في التعليق المرافق "اندلاع تظاهرات عارمة في الأردن تطالب برحيل الملك عبد الله".

وحصد هذا الفيديو عشرات آلاف المشاهدات على مواقع التواصل.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 20 كانون الأول/ديسمبر 2022 من موقع فيسبوك

ويأتي انتشار الفيديو بهذا السياق عقب تنفيذ إضرابات سلميّة في الغالب، في محافظات جنوب الأردن، احتجاجاً على ارتفاع أسعار المحروقات، بدأت بسائقي الشاحنات وانضمّ إليها سائقو سيّارات أجرة وحافلات عموميّة أحياناً، وصولاً إلى إغلاق الأسواق والمتاجر في معان والكرك (114 كيلومتراً جنوب عمّان) ومحافظة مادبا (35 كيلومتراً جنوب عمّان) تضامناً.

وفي الأسبوع الماضي، قُتل نائب مدير شرطة محافظة معان خلال التعامل مع "أعمال شغب" أثناء تحرّكات تشهدها المنطقة احتجاجاً على ارتفاع أسعار المحروقات، وفق ما أعلنت مديرية الأمن العام.

في هذا السياق، ظهر الفيديو المتداول الذي قيل إنه يصوّر تظاهرة احتجاجيّة كبيرة في عمّان.

حقيقة الفيديو

لكن ما قيل عن الفيديو غير صحيح، فهو مصوّر قبل عشر سنوات على الأقلّ.

فالتفتيش عنه على محرّكات البحث أرشد إلى نسخة مطابقة منشورة على موقع يوتيوب في العام 2012، ما يدحض أن يكون حديثاً.

وجاء في الشرح المرفق أن الفيديو يصوّر تظاهرة في السادس عشر من تشرين الأول/أكتوبر من ذاك العام في وسط البلد.

هل صُوّر الفيديو حقاً في عمّان؟

يرشد البحث على محرّك غوغل باستخدام عبارات "مسجد" و"وسط البلد" المستخدمة في شرح الفيديو، و"عمّان" إلى صور لمسجد تتشابه واجهته مع المسجد الظاهر في الفيديو، واسم هذا المسجد "المسجد الحسيني الكبير".

وبالفعل، يقع هذا المسجد في منطقة وسط البلد في العاصمة الأردنيّة، وقد سبق أن التقط مصوّرون لوكالة فرانس برس صوراً له. ويمكن العثور عليه أيضاً على خرائط غوغل.

Image
رجال أمن أردنيون يؤدّون صلاة الجمعة في الثامن والعشرين من آب/أغسطس 2020 خارج المسجد الحسيني الكبير في عمّان ( أ ف ب / خليل مزرعاوي)

ماذا جرى في الأردن في ذاك الوقت؟

وفقاً لصحافيي وكالة فرانس برس في عمّان، اندلعت في تشرين الثاني/نوفمبر من ذاك العام احتجاجات واسعة في الأردن بعد رفع أسعار المشتقات النفطية بنسب تراوحت بين 10 و53 بالمئة لمواجهة عجز الموازنة الذي قارب 7,7 مليارات دولار.

وأدت أعمال شغب رافقت تلك الاحتجاجات إلى مقتل شخص وإصابة 71 آخرين بينهم رجال أمن، فيما اعتقل 158 شخصاً أفرج عن عشرات منهم ووجهت لنحو 100 تهم بينها "التحريض على مناهضة الحكم" و"التجمهر غير المشروع" وإثارة الشغب".

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا