هذا المشهد تمثيلي وليس مقطعاً حقيقياً يُظهر السلطان عبد الحميد الثاني مع تيودور هرتزل

يظهر بين الحين والآخر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مقطع مصوّر بالأبيض والأسود يُقال إنه يوثّق لقاء بين السلطان العثماني عبد الحميد الثاني وبين مؤسس الحركة الصهيونية تيودور هرتزل يُظهر فيه الثاني احتراماً كبيراً للأوّل. لكن هذا الفيديو في الحقيقة تمثيليّ، وهو مقتطع من فيلم ظهر في العشرينات من القرن الماضي عن حياة مؤسس الحركة الصهيونية الذي التقى بالفعل السلطان العثماني وتراسل معه وفقاً لمراجع تاريخيّة عدّة.

يظهر في الفيديو الصامت بالأسود والأبيض رجل تُشبه ملامحه ملامح السلطان عبد الحميد الثاني، يجلس على ما يشبه العرش بين الحاشية، وأمامه رجل كثيف اللحية ينحني له ثم يشرع معه في حوار.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 عن موقع فيسبوك

وجاء في التعليقات المرافقة "فيديو نادر للحظة دخول تيودور هرتزل على السلطان عبد الحميد".

هرتزل وعبد الحميد

تشير مصادر تاريخيّة عدّة، عربيّة وتركيّة وغربيّة، إلى محاولات أجراها تيودور هرتزل لإقناع السلطان عبد الحميد الثاني بتشريع أبواب الهجرة اليهوديّة من أوروبا إلى فلسطين، من دون أن تنجح مساعيه.

وأراد هرتزل تحديداً تخفيف القيود على هجرة اليهود التي فُرضت في العام 1881، وهي قيود يضعها المؤرّخون في سياق اعتراض السكان المحليين على تدفّق المهاجرين اليهود الأوروبيين من جهة، وخوفاً من تشكّل أقليّة جديدة في أراضي السلطنة العثمانيّة يمكن أن تستجلب التدخّل أو الحماية الأجنبيّة من جهة أخرى.

ويذهب مؤرّخون وكُتّاب مسلمون متعاطفون مع الدولة العثمانيّة للقول إن الإطاحة بالسلطان عبد الحميد في العام 1907 كانت "انتقاماً" منه على رفضه تشريع هجرة اليهود لفلسطين.

الفيديو المتداول تمثيليّ

ومهما يكن أمر السلطان عبد الحميد وتيودور هرتزل، فإن الفيديو المتداول لا يُظهر لقاء حقيقياً بينهما.

فهذا المقطع مأخوذ من فيلم نمسويّ صدر في مطلع العشرينات من القرن العشرين، بعنوان "تيودور هرتزل حامل راية الشعب اليهودي" للمخرج النمسوي أوتو كرايزلر.

ويمكن العثور على مقاطع عدّة نُشرت منه على قنوات متخصّصة بالسينما على موقع يوتيوب.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا