هذا الفيديو لا يصوّر اشتباكات حديثة في صنعاء بل قبل خمس سنوات على الأقلّ

مع انتهاء الهُدنة السارية منذ ستة أشهر في اليمن، ظهر على صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع مصوّر قيل إنه يُظهر اشتباكات في الساعات الماضية في صنعاء. لكنّ هذا الادعاء غير صحيح، فالفيديو منشور قبل خمس سنوات وقد عمد مروّجوه الآن لتركيب صوت عليه لجعله يوحي بأنه حديث.

يُظهر الفيديو مشاهد ليليّة في شارع مضاء ويُسمع صوت إطلاق نار من بعيد، فيما يُسمع صوت قريب يدعو للانتفاض على "الخونة" المسيطرين على صنعاء، في إشارة إلى المتمرّدين الحوثيين.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في الثامن عشر من تشرين الأول/أكتوبر 2022 من موقع فيسبوك

ويأتي ظهور هذا الفيديو في ظلّ مخاوف من تدهور الوضع الأمني في اليمن بعدما انتهت في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر الجاري الهدنة التي بدأت في الثاني من نيسان/أبريل الماضي بعد سبع سنوات من الحرب المدمّرة بين الحكومة اليمنيّة المدعومة من السعوديّة والمتمرّدين المدعومين من إيران.

وانتهت الهدنة بدون أن تتوصّل الحكومة والحوثيون إلى اتفاق يسمح بتمديدها لستة أشهر أخرى.

وقد أدى النزاع في اليمن، أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية، إلى واحدة من أسوأ المآسي الإنسانية في العالم، وخلّف مئات الآلاف من القتلى وملايين النازحين فيما يعاني جزء كبير من السكان وضعاً قريباً من المجاعة.

حقيقة الفيديو

لكن الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي لا يُظهر اشتباكات حديثة في صنعاء، بل هو مصوّر قبل خمس سنوات على الأقلّ.

فالتفتيش عنه على محرّكات البحث باستخدام مشاهد ثابتة منه أو باستخدام كلمات مفتاح "فيديو/اشتباكات/صنعاء" يُظهر أن الفيديو منشور في سنوات ماضية، ما يدحض ما جاء في المنشورات المتداولة أنه حديث.

ويرشد البحث أيضاً إلى تقرير أعدّته منصّة "تفنيد" التي تُعنى بالردّ على الأخبار المضلّلة المتداولة على مواقع التواصل ولا سيّما عن اليمن، بيّنت فيه أن الفيديو يُصوّر اشتباكات في صنعاء في العام 2017.

وبالفعل يمكن العثور على أولى النسخ المتوفّرة لهذا الفيديو على الإنترنت منشورة في أواخر آب/أغسطس من ذاك العام.

وفي ذلك الحين، اندلعت في صنعاء اشتباكات لأول مرّة بين القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح والمتمردين الحوثيين، وهم كانوا حلفاء حتى ذلك الحين، بعد أسابيع من التوتّر والاتهامات المتبادلة بـ"الخيانة".

ويمكن ملاحظة أن مروّجي الفيديو المتداول حديثاً أضافوا عليه عناصر صوتيّة تساهم في تأييد السياق الذي ادّعوا أن الفيديو صُوّر فيه.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا