هذه الصورة لخريطة المغرب وراء ضابط روسي رفيع قديمة وليست ملتقطة في الآونة الأخيرة

يظهر في الصورة المتداولة من يبدو أنه ضابط رفيع يرتدي زيّاً كحلياً ووراءه خريطة تُظهر المغرب والصحراء الغربية كبلد واحد، علماً أن الصحراء الغربية منطقة متنازع عليها بين جبهة بوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء، وبين المغرب الذي يعتبرها جزءاً لا يتجزّأ من أرضه ويقترح منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته، كحلّ وحيد للنزاع.

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في الرابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر 2022 من موقع فيسبوك

وجاء في التعليقات المرافقة "ظهور خريطة المغرب كاملة أعقاب تقديم قائد القوات الروسيّة (مجرى) العمليّات العسكريّة في أوكرانيا".

ويأتي ظهور هذا المنشور بعد تكثيف روسيا في الأيام الأخيرة عمليّاتها العسكريّة في أوكرانيا ردّاً على تفجير جسر القرم.

حقيقة الصورة

لكن الصورة المتداولة ليست حديثة مثلما ادعّت المنشورات، بل هي مقتطعة من مؤتمر صحافي عٌقد في موسكو في العام 2020.

فالرجل الظاهر في الصورة هو الضابط الروسيّ الرفيع سيرغي سوروفيكين الذي عُيّن أخيراً قائداً لما تسمّيه روسيا "العمليّة العسكريّة الخاصّة" في أوكرانيا بعد سلسلة من الانتكاسات المريرة لموسكو على الأرض.

وسبق أن شارك هذا الضابط البالغ من العمر 55 عاماً في الحرب الأهلية في طاجيكستان خلال التسعينات وفي حرب الشيشان الثانية في بداية الألفية الثالثة وفي التدخل الروسي في سوريا الذي بدأ العام 2015.

إثر ذلك، أرشد التفتيش على محرّكات البحث باستخدام كلمات مفتاح باللغة الروسية "سوروفيكين-مؤتمر صحافي- روسيا" إلى الفيديو الأصليّ للمؤتمر منشوراً على موقع يوتيوب في العام 2020، وتظهر فيه في الثانية الخمسين بعد الدقيقة الأولى الصورة نفسها المتداولة على مواقع التواصل، ما ينفي أن تكون حديثة مثلما قيل عنها.

ونُشر الفيديو على القناة الرسمّية لوزارة الدفاع الروسيّة في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2020، فيما كان سوروفيكين قائداً لسلاح الجوّ الروسيّ، وفقاً لوزارة الدفاع.

وقد أعادت قناة تلفزيون "TF1" الفرنسي قبل أيام بثّ مقاطع أرشيفية من هذا المؤتمر الصحافي أثناء الحديث عن تعيين سوروفيكين قائداً للعلميات في أوكرانيا. ثم عمد مروّجو الخبر المضلّل إلى اقتطاع الصورة من تقرير القناة الفرنسيّة.