جسر في المكسيك دمّره زلزال في 23 أيلول/سبتمبر 2017 ( AFP / IGNACIO CARVAJAL)

المشاهد المتداولة لزلزال في المكسيك قديمة

تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية فيديو قيل إنه يُظهر مشاهد من زلزال عنيف ضرب المكسيك في اليومين الماضيين. لكن هذا الادعاء غير صحيح، فالمكسيك لم يهزّها زلزال قويّ في الأيام الماضية، أما المشاهد المتداولة فهي قديمة.

يُظهر الفيديو مشاهد متلاحقة، أولها مشهد من الأعلى لمدينة ينبعث من مبان فيها دخان أو غبار كثيف، ثمّ أشخاص يهربون في ما يبدو أنها محطّة حافلات تهتزّ، يليه مشهد مبنى قديم يهتزّ بقوّة، ثمّ مبنى حديث يهتزّ بقوّة، ثمّ مبنى ينهار. وتتوالى المشاهد اللاحقة بين ما يُظهر اهتزازات عنيفة لمبان وانهيارات وتشققّات أرضيّة وسط حالة من الذعر.

وجاء في التعليقات المرافقة "زلزال قويّ ضرب المكسيك يوم أمس"، علماً أن المنشور ظهر على موقع فيسبوك في السادس من الشهر الجاري، بحسب ما وقع عليه صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس.

Image

زلزال عنيف في المكسيك؟

يأتي ظهور هذا الفيديو بهذا السياق فيما لم يبلغ صحافيو فرانس برس في المكسيك، وفيما لم تبلغ أي وسائل إعلامية أو مصدر مُعتبر، عن أي اهتزاز قويّ في الأرض أدّى إلى دمار واسع أو خسائر أو حالة ذعر.

من جهة أخرى، تُظهر برامج مراقبة الاهتزازات الأرضية في العالم وقوع هزّات صغيرة في الأيام الماضية في مناطق مختلفة من المكسيك، وهو جزء من النشاط الجيولوجي المعتاد لطبقات الأرض، والذي لا يؤثّر على سطحها بشكل كبير ولا يسبب أضراراً. لكن لم يُرصد أي اهتزاز بلغ الخمس درجات وما فوق في الأيام الماضية.

Image
وفقاً لتطبيق "إيرث كوايك" المعنيّ برصد الاهتزازات الأرضيّة، لم يُسجل زلزال في الأيام الماضية في المكسيك

 

 حقيقة الفيديو

إثر ذلك، أرشد التفتيش عن مشاهد الفيديو على محرّكات البحث أنها كلّها منشورة في سنوات سابقة.

فالمشهد الأول الذي يُظهر مدينة من الأعلى ينبعث من مبان منها دخان أو غبار كثيف، منشور في الحقيقة في أيلول/سبتمبر من العام 2017، وهو يصوّر مشاهد من العاصمة مكسيكو بعد زلزال بقوة سبع درجات وواحد من عشرة.

والمشهد الثاني الذي يُظهر حالة ذعر في ما يبدو أنها محطّة حافلات، منشور أيضاً في أيلول/سبتمبر من العام 2017، وهو يُظهر - وفقاً لناشريه حينها - هزّة أرضية عنيفة في العاصمة المكسيكية، وتحديداً في محطة الحافلات المركزيّة الشماليّة.

والمشهد الذي يُظهر بناء يهتزّ، منشور هو أيضاً في العام 2017، وكذلك المشهد الذي يُظهر انهيار مبنى بالكامل.

أما مشهد البرج الذي يهتزّ، فقد أظهر تقرير أعدّه صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في المكسيك أنّه مصوّر قبل سنوات، وأن ما يهتزّ فعلاً ليس البرج بل كاميرا المصوّر.

ويمكن العثور في هذا المقطع المنشور في العام 2017، وفي هذا أيضاً المنشور في العام نفسه، على مشاهد أعيد استخدامها في المقطع المتداول للقول إنها مشاهد حيثة.

ويتّضح أن معظم المشاهد المستخدمة في الفيديو المتداول للقول إنها من زلزالٍ حديث، تعود في حقيقة الأمر إلى الزلزال الذي ضرب المكسيك في أيلول/سبتمبر من العام 2017 بقوة 7,1 درجات، وأسفر عن حالة ذعر كبيرة في العاصمة، وذلك بعد 32 عاماً على الزلزال المدمّر الذي ضرب البلد في العام 1985 مسفراً عن مقتل عشرة آلاف شخص.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا