هذا الفيديو منشور عام 2020 على أنه لطفل حديث الولادة دفنته أمّه حياً، ولا علاقة له بالفيضانات في باكستان

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قيل إنّه يصوّر طفلاً حديث الولادة في باكستان عُثر عليه حيّاً بعد أن جرفته مياه الفيضانات التي شهدتها البلاد. إلا أنّ الادعاء خطأ، فالفيديو منشور عام 2020 على مواقع إخباريّة باكستانيّة على أنّه لطفل دفنته أمّه بعد إنجابه.

يصوّر الفيديو رجلاً وهو ينتشل طفلاً حديث الولادة من أرض ترابيّة وحبله السريّ ما زال متصلاً.

وعلّق ناشر الفيديو بالقول "بعد الفيضانات في باكستان، عُثر على طفل رضيع جرفته مياه الفيضانات، شبه مدفون في التراب وهو حي يرزق".

وأضافوا "يبدو أن أمّه ولدته أثناء الفيضانات…".

Image

فيضانات غير مسبوقة في باكستان

حصد الفيديو عشرات آلاف التفاعلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي من فيسبوك وتويتر منذ بدء انتشاره في أواخر آب/أغسطس بالتزامن مع فيضانات هي الأسوأ في تاريخ باكستان.

وتسببت الأمطار المستمرة في باكستان منذ حزيران/يونيو بأعنف فيضانات في أكثر من عقد أغرقت ثلث مساحة البلاد وأودت بأكثر من ألف شخص. كما جرفت مساحات من المحاصيل الزراعية الأساسية ودمرت أو ألحقت أضراراً بأكثر من مليون منزل.

وتهطل في باكستان أمطار غزيرة وأحيانا مدمّرة، خلال موسم الأمطار السنوي، من حزيران/يونيو إلى أيلول/سبتمبر، البالغ الأهمية للزارعة ولملء الأنهار والسدود. لكن الأمطار الحالية غير مسبوقة منذ ثلاثة عقود.

وألقى المسؤولون الباكستانيون باللائمة على التغير المناخي الذي يضاعف وتيرة ظواهر الطقس في أنحاء العالم وشدّتها.

فيديو قديم لا علاقة له بالفيضانات

إلا أنّ الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي لا علاقة له بكلّ ذلك.

فالتفتيش عنه بعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة يظهر أنّه منشور في كانون الأول/ديسمبر 2020 أي قبل نحو عامين، على حسابات على مواقع التواصل الاجتماعيّ أرفقت بتعليقات بالأوردو تشير جميعها إلى أنّه ملتقط في خوشاب الباكستانيّة.

على ضوء ذلك، أرشد التعمّق في البحث إلى مقاطع مماثلة منشورة  على مواقع إخباريّة باكستانيّة في العاشر كانون الأول/ديسمبر 2020.

وبحسب صحافيي خدمة تقصي صحّة الأخبار في فرانس برس في باكستان فإن التقرير يتناول قصّة أم دفنت طفلها حياً في خوشاب الباكستانيّة. وعثر السكان على الرضيع فنقلوه إلى المستشفى ولكنّه لم ينجُ.

ويضيف التقرير أن الشرطة فتحت تحقيقاً في الحادثة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا