هذا الفيديو مركّب ورئيس النيجر لم يكن ينتقد السياسة الفرنسيّة خلال مؤتمر صحافيّ

تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو ادّعى ناشروه أنّه لرئيس دولة النيجر محمد بازوم وهو يوجّه انتقادات للسياسة الفرنسيّة خلال مؤتمر مع الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون. إلا أنّ الصوت المستخدم في الفيديو مركّب، وفي النسخة الأصليّة منه كان بازوم يبدي تأييداً للسياسة الفرنسيّة خلال قمة لمجموعة دول الساحل الخمس عام 2021.

يظهر في الفيديو الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون يستمع إلى كلمة يلقيها رئيس دولة النيجر خلال ما يبدو أنّه مؤتمر صحافيّ مشترك. 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 26 آب/أغسطس 2022 عن موقع فيسبوك

وجاء في التعليق المرافق "رئيس دولة النيجر يضرب عرض الحائط الأعراف الديبلوماسيّة ويقصف ولا يبالي". وتسمع في الفيديو أقوال باللغة الفرنسيّة نسبت إلى رئيس النيجر تنتقد السياسة الخارجيّة لفرنسا والولايات المتحدة وتتحدّث عن قوّة روسيا والدول الداعمة لها.

حصد الفيديو مئات آلاف المشاركات من صفحات عدّة في مواقع التواصل الاجتماعي ومئات التعليقات المنتقدة للسياسة الفرنسيّة، والمشيدة بشجاعة رئيس النيجر بوجه فرنسا القوّة الاستعماريّة السابقة. إلا أنّ تعليقات عدّة شكّكت في أن يكون الصوت مركّباً. 

فما حقيقة الفيديو؟ 

بعد تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث إلى النسخة الأصليّة من المؤتمر الصحافيّ كاملاً منشورة في الحساب الرسميّ للرئاسة الفرنسيّة على يوتيوب بتاريخ 9 تمّوز/يوليو 2021. 

ويظهر الفارق جلياً في الصوت بين التسجيلين، إذا عمد مروّجو الفيديو المضلّل إلى إبدال الصوت الأصليّ بتسجيلٍ مركّب. 

وفي الجزء المقتطع والمستخدم في المنشورات المضلّلة، كان رئيس النيجر في الحقيقة يتحدّث عن ضرورة تأمين مساعدات إنسانيّة للسكّان المتضرّرين من العمليّات الإرهابيّة في قراهم. 

وقد ألقيت هذه الكلمة خلال قمة عقدها ماكرون في باريس مع قادة مجموعة دول الساحل الخمس وشارك فيها رؤساء تشاد ومالي وموريتانيا، عبر الفيديو.

وأعلن الرئيس الفرنسي آنذاك أن بلاده ستبدأ بحلول نهاية العام سحب قواتها المنتشرة في أقصى شمال مالي وتركيز جهودها جنوباً حيث تواصل الجماعات الجهادية "نشر التهديد".

وخلال المؤتمر قال بازوم "لا يمكننا إلا أن نتفق مع ما تفعله فرنسا"، وأضاف أن "طبيعة عدونا تتطلب شكلا آخر من التعاون". وأكد الزعيم النيجري أن دول الساحل الخمس "تتفق تماماً" مع هذا التوجه. 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا